منذ السابع من أكتوبر عام 2023، أعلن الاحتلال أهدافه بوضوح، وهي القضاء على المقاومة، وإسقاط حكمها في غزة، واستعادة الأسرى بالقوة. ومع مرور عامين من القتل والدمار، تظهر "إسرائيل" على بعد خطوة من الهزيمة السياسية والعسكرية بدلاً من النصر المُنتظر.
وخلال تلك الفترة، ألقت إسرائيل أكثر من 200 ألف طن من المتفجرات، مما أدى إلى تدمير 90% من البنية التحتية في غزة. غير أن المقاومة لا تزال متماسكة، ولا يزال الأسرى الإسرائيليون في قبضة الفصائل الفلسطينية. ورغم كل العمليات العسكرية، لم تنجح "إسرائيل" في استعادة أسير واحد. بل تكبدت خسائر كبيرة في صفوف جيشها.
واليوم، وبعد عامين من العجز، تجبر "إسرائيل" على قبول مفاوضات غير مشروطة لاستعادة الأسرى، وهو ما يمثل مخرجا اضطراريا أكثر من كونه نتيجة قوة.
والمفاوضات الجارية في شرم الشيخ تعكس نتائج صمود المقاومة وصبر أهالي غزة. وفي ذات الوقت، يواجه القادة الإسرائيليون أزمات داخلية، حيث تندلع الاحتجاجات في شوارع تل أبيب مطالبة بعودة الأسرى ووقف الحرب.
وحتى قادة الجيش والأمن، الذين كانوا متوحدين في موقفهم، يعبرون الآن عن استنزاف طويل وحاجة إلى حلول سياسية، مما يشير بوضوح إلى تغيير المعادلة. إذ من كان يهدد بالمواجهة بات اليوم يبحث عن التواصل والاعتراف.
فشل الإسرائيليون في كسر المقاومة أو فرض هيمنتهم، ولم يتبقى أمامهم سوى الاعتراف بواقع جديد، فرضه صمود الفلسطينيين. إن المقاومة لم تهزم، والأسرى في غزة يشكلون مفتاح المعادلة السياسية في هذه المرحلة.