ويعتبر رون ديرمر، الذي وُلد في عام 1978 في الولايات المتحدة الأمريكية، أحد الأسماء البارزة في نظام الحركة الصهيونية. يُعرف بأنه شخصية محورية تتواجد بشكل مستمر بجانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث يُعتبر نقطة الوصل الأساسية بين الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة في كافة المفاوضات التي تُجرى بين الطرفين. يعرف أيضاً بقربه الشديد من نتنياهو، وقد ذُكر اسمه في مذكرات الأخير كمؤثر رئيسي في استراتيجيات السياسة الخارجية الإسرائيلية.
يؤمن رون ديرمر بفكرة أن الكيان الإسرائيلي يجب أن يقضي على حركة حماس وكل فصائل المقاومة الأخرى، وهو ما يعكس توجهاته اليمينية القوية. يحمل حالياً مسؤولية رئاسة لجنة المفاوضات التي ستناقش مستقبل المقاومة الفلسطينية في إطار اتفاق إطلاق النار. وقد جاء تصريح له يحمل قلقاً عميقاً بشأن حالة عدم الاستقرار، حيث أعرب عن مخاوفه من أن يؤدي استمرار الحرب إلى عزل إسرائيل عن محيطها الإقليمي، وهو ما يُعتبر تهديداً للأمن القومي الإسرائيلي.
اختيار رون ديرمر في هذه اللجنة يُظهر استراتيجيات نتنياهو المتعلقة بتقليل آثار الأجهزة الأمنية الإسرائيلية على مسار المفاوضات. يتمتع رون ديرمر بالقدرة على التحدث بلغة يفضلها اللاعبون الرئيسيون في السياسة الأمريكية، وخاصة الرئيس دونالد ترامب، مما يجعله شخصية مناسبة لنقل الرسائل الإسرائيلية إلى البيت الأبيض.
يُعرف رون ديرمر بأنه وُلد في بيئة صهيونية أمريكية، وهو نتاج لعائلة لها أصول بولندية. رحل إلى إسرائيل في عام 1997 وقرر أن يصبح مواطناً إسرائيلياً. صيته لا يقتصر فقط على كونه مهندس العلاقات الإسرائيلية الأمريكية، بل أيضاً على معرفته العميقة بكيفية فك شفرات المواقف السياسية الأمريكية. عُرف بقدرته على نقل المعلومات الحساسة عن إيران وحركة حماس وغزة إلى المسؤولين الأمريكيين.
تم تعيين رون ديرمر مؤخراً كرئيس وفد التفاوض الإسرائيلي في خطوة تعكس رغبة نتنياهو في السيطرة الكاملة على هذا الملف الحيوي. هذا القرار جاء بعد إقصاءه لتأثير مؤسسات مثل الموساد والشاباك. يُعتبر رون ديرمر أحد أبرز الشخصيات التي تؤيد استمرار الحرب في غزة، وقد كان أول من اقترح فكرة اقتلاع سكان غزة في بداية الحرب الأخيرة.
كما لعب رون ديرمر دوراً حيوياً في تعزيز العلاقة بين إسرائيل والحزب الجمهوري الأمريكي. كان له دور محوري في نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وضم مرتفعات الجولان، مما يعكس تأثيره الكبير في الأحداث السياسية التي شهدتها المنطقة في السنوات الأخيرة.
في عام 2015، قام رون ديرمر بإعداد خطاب بنيامين نتنياهو في الكونغرس حول الاتفاق النووي الإيراني. كان هدف رون ديرمر من هذا الخطاب ليس فقط إقناع الأمريكيين برفض الاتفاق، ولكن أيضاً لتأكيد أن إيران تُشكل تهديداً كبيراً للأمن الإقليمي والدولي، وأن إسرائيل هي القوة الدفاعية الرئيسية في مواجهة هذا التهديد.
كتب رون ديرمر كتاباً سابقاً بعنوان "الدفاع عن الديمقراطية"، حيث دعا إلى أن تكون السياسة الخارجية الإسرائيلية تجاه إيران مبنية على دعم المعارضة الإيرانية، ما يعتبره من الضرورات الأمنية لإسرائيل.
باعتباره شخصية بارزة في الداخل الإسرائيلي، فإن رون ديرمر يُعد رجل خطير جداً، حيث أن استراتيجياته تخدم الحركة الصهيونية بشكل كبير.