وقال دهقان دهنوي خلال مؤتمر صحفي عقد بمناسبة الدورة الـ29 ليوم الصادرات الوطني إن العام الماضي، الذي صادف العام الأول لتشكيل الحكومة الرابعة عشرة، شهد إنجازًا مميزًا في مجال التصدير، مشيرًا إلى أن قيمة الصادرات غير النفطية بلغت 57.8 مليار دولار، وهو أعلى رقم يتم تسجيله على الإطلاق في هذا القطاع.
وأضاف أن الأشهر الأولى من العام الحالي لم تكن مشجعة، إذ تأثرت الصادرات بعدة عوامل، منها الحرب التي استمرت 12 يومًا، والانفجار في ميناء الشهيد رجائي، وأزمة نقص الطاقة، ما تسبب في إلحاق ضرر واسع بالصناعات الإيرانية.
وأوضح المسؤول الإيراني أنه خلال النصف الأول من عام 1404 (2025)، نجحت إيران في تعويض التراجع الذي بلغ 15% في الأشهر الأولى، لتصل قيمة الصادرات إلى 25 مليارًا و944 مليون دولار، مقابل 25 مليارًا و922 مليون دولار في الفترة نفسها من العام الماضي، أي بزيادة طفيفة. وأضاف أن الزيادة الوزنية في الصادرات بلغت 6%، ما يدل على أن بعض المنتجات جرى تصديرها في مراحل إنتاج سابقة بسبب نقص الطاقة، وهو ما أدى إلى انخفاض القيمة المضافة للسلع المصدَّرة.
تراجع الواردات وتحسن الميزان التجاري
وبيّن دهقان دهْنوي أن قيمة الواردات شهدت انخفاضًا بنسبة 15%، حيث تراجعت من 33 مليارًا و63 مليون دولار في النصف الأول من عام 1403 إلى 28 مليارًا و367 مليون دولار في الفترة نفسها من هذا العام.
وأشار إلى أن جزءًا من هذا الانخفاض ناتج عن ضبط الواردات غير الضرورية، فيما يعكس الجزء الآخر تراجعًا في استيراد المواد الأولية والسلع الرأسمالية التي تشكل 85% من إجمالي الواردات، معتبرًا أن هذا التراجع "ليس بالضرورة مؤشرا إيجابيا".
وأوضح أن إجمالي التجارة الخارجية خلال النصف الأول من العام الجاري بلغ 54 مليارًا و311 مليون دولار، منخفضًا بنسبة 9% مقارنة بالعام الماضي، إلا أن الميزان التجاري تحسن بشكل كبير بفضل تراجع أكبر في الواردات، إذ انخفض العجز التجاري من 7.5 مليارات دولار إلى 2.4 مليار دولار، أي تحسّن بنحو 68%.
نمو 50% في صادرات الخدمات الفنية والهندسية
وأشار رئيس منظمة تنمية التجارة إلى أن برنامج التنمية السابع يستهدف نموا سنويا للصادرات بنسبة 23%، مؤكدا أن تحقيق هذا الهدف يتطلب "جهودا كبيرة وتعاونا واسعا بين القطاعين العام والخاص".
وأضاف أن صادرات الخدمات الفنية والهندسية شهدت قفزة بنسبة 50% خلال النصف الأول من العام الجاري، إذ ارتفعت من 600 مليون دولار إلى 900 مليون دولار، فيما زادت صادرات الخدمات الأخرى — مثل تكنولوجيا المعلومات والاستشارات والتسويق — من 885 مليون دولار إلى مليار و260 مليون دولار، ما يعكس "اتجاهًا إيجابيًا ومشجعًا" في هذا القطاع.
“أسبوع مع الصادرات” لأول مرة
وكشف دهقان دهْنوي عن مبادرة جديدة تحت عنوان “أسبوع مع الصادرات”، تُقام للمرة الأولى هذا العام تزامنًا مع يوم الصادرات الوطني، موضحًا أن الأسبوع سيتضمن جلسات وندوات متخصصة تناقش قضايا متنوعة مثل دور البرلمان في دعم التصدير وتنمية صادرات الخدمات.
وأكد في ختام تصريحاته أن تعزيز مكانة إيران في الأسواق الخارجية يتطلب تذليل العقبات الداخلية والخارجية، واستثمار حيوية القطاع الخاص، مشددًا على أن الحكومة ماضية في دعم المصدرين وتوسيع الأسواق التصديرية بما يسهم في تنمية الاقتصاد الوطني وتوفير فرص العمل.