وقالت جونستون إنّ وقف إطلاق النار الإسرائيلي غالباً ما يعني «أنتم تتوقفون ونحن نطلق النار»، مشيرةً إلى أنّ الجيش الإسرائيلي قتل تسعة فلسطينيين أثناء محاولتهم العودة إلى منازلهم في غزة، بذريعة وجودهم في مناطق «غير مصرح بها»، وهو ما يعكس تكرار خرق الاحتلال للاتفاقات السابقة.
وأضافت الكاتبة أنّ الاتفاق تضمّن آلية واضحة لاسترجاع الجثامين، غير أنّ «إسرائيل تتصرف الآن كما لو أنّ هذا البند لم يكن موجوداً»، في محاولة لاستخدام الملف ذريعة لتقليص المساعدات وعودة العدوان العسكري.
وأشارت تقارير عبرية إلى وجود «بند سري» في الاتفاق يسمح لإسرائيل باستئناف الهجوم خلال 72 ساعة إذا لم تُستعد جميع الجثث، ما يؤكد – بحسب جونستون – أن خطة التصعيد كانت معدّة مسبقاً.
ونقلت شبكة CNN عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنّ حكومة نتنياهو كانت تعلم مسبقاً أن حركة حماس لن تتمكن من إعادة جميع جثامين الرهائن القتلى بسبب الدمار الواسع الذي خلّفته الغارات الإسرائيلية، بينما أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنّ العثور على جميع الجثامين يمثل تحدياً هائلاً وسط الأنقاض في غزة.
من جانبه، قال الصحفي الأمريكي جيريمي سكاهيل إنّ «إسرائيل تستخدم ملف الجثث ذريعة للنكوص عن الاتفاق وتقليص المساعدات إلى النصف»، مضيفاً أنّ الاحتلال كان على علم مسبق بظروف القطاع وصعوبة إخراج الجثامين.
وفي السياق، كتب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على منصته الاجتماعية أنّ «العمل لم ينتهِ بعد، لأن الجثث لم تُعد كما وُعد»، ملوّحاً بضرورة نزع سلاح حماس بالقوة، وهو ما وصفته جونستون بأنه إعلان صريح عن نية استئناف الحرب.
وتتطابق تصريحات ترامب مع ما قاله نتنياهو بأنّ «نزع سلاح حماس سيتمّ بالطريقة السهلة أو الصعبة»، في إشارة إلى اشتراط الاستسلام الكامل للمقاومة الفلسطينية كشرط لإنهاء العدوان.
وترى الكاتبة الأسترالية أنّ هذا الموقف المزدوج يكشف زيف مفهوم وقف إطلاق النار كما تطرحه تل أبيب وواشنطن، إذ يُراد به فرض انتصار سياسي وعسكري على المقاومة تحت غطاء الهدنة الإنسانية.
واختتمت جونستون بالتحذير من أنّ استمرار هذه السياسة يعني أنّ التوقف الحالي في القتال «لن يكون سوى استراحة مؤقتة قبل جولة جديدة من المجازر الإسرائيلية في غزة»، ما لم يُجرَ تعديل جوهري في سلوك الاحتلال والداعمين له.