وصرح علي لاريجاني، خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده اليوم مع قاسم الأعرجي، مستشار الأمن القومي العراقي، قائلاً: «يسعدنا كثيراً أن نكون اليوم مستضيفين للأخ الأعرجي. فالعراق دولة صديقة وشقيقة لنا، والسيد الأعرجي من السبّاقين في هذه العلاقات».
وأضاف لاريجاني: «بحثنا اليوم عدداً من القضايا الأمنية المهمة، وراجعنا المسائل التي طُرحت خلال زيارتي الأخيرة إلى بغداد، إلا أن محور المباحثات كان توسيع العلاقات الاقتصادية بين البلدين. فإذا أردنا لعلاقاتنا الاقتصادية أن تبقى مستقرة، فلا بد من توطيد علاقاتنا الأمنية أيضاً».
وأعرب لاريجاني عن تقديره لموقف العراق خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً، قائلاً: «للأسف استغلّ الكيان الصهيوني الأجواء العراقية في تلك الحرب، وقد أعرب إخوتنا في العراق عن أسفهم لذلك».
وأكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي أن «دور العراق في قضايا المنطقة بالغ الأهمية»، داعياً إلى «بذل كل الجهود لمنع أي استغلال أجنبي يمكن أن يضر بإيران أو العراق».
وأشار لاريجاني إلى تدخلات أمريكا في شؤون العراق، قائلاً: «هذا مثال واضح؛ فواشنطن لا تريد للعراق — الذي ناضل لسنوات من أجل استقلاله — أن يكون سيد قراره. ونحن نرى أن هذا السلوك يعكس طريقة تعامل أمريكا مع جميع دول المنطقة».
وفي رده على سؤال بشأن اتفاق القاهرة، قال لاريجاني: «كما أعلن السيد عراقجي سابقاً، أنه إذا تم تفعيل آلية الزناد، فستعيد إيران النظر في الاتفاق، وهذا ما حدث بالفعل، وأصبح الاتفاق بحكم الملغي؛ كانوا يريدون تفعيل الآلية لكنهم فشلوا في ذلك».
وأضاف: «بالطبع، إذا قدّمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أي مقترحات، فسنقوم بدراستها في أمانة المجلس».
وفي ما يتعلق بالتقرير الذي من المقرر أن يقدمه غروسي إلى مجلس المحافظين مستقبلاً، أوضح لاريجاني قائلاً: «السيد غروسي قام بعمله، وتقاريره لم تعد ذات تأثير بعد الآن».
وأكد لاريجاني أن هناك مسألتين بالغتي الأهمية لمواجهة المخاطر، قائلاً: «علينا أولاً الحفاظ على التماسك الوطني، وهو واجب يقع على عاتقنا جميعاً، بما في ذلك وسائل الإعلام، حتى نتمكن من درء الأخطار، وثانياً يجب تعزيز قدرات قواتنا المسلحة، ونحن نتابع هذا الأمر بجدية تامة».
وفي ما يخص زيارته الأخيرة إلى روسيا، قال لاريجاني: «التواصل بين طهران وموسكو مستمر دائماً. فإيران تربطها علاقات استراتيجية بكل من روسيا والصين، ومؤخراً وقّع الرئيس الدكتور مسعود بزشكيان على وثيقة تعزيز العلاقات الاستراتيجية مع روسيا».
وأعرب عن تقديره لموقف روسيا من آلية الزناد، قائلاً: «الأوروبيون، بعدما علموا أن روسيا ستتولى رئاسة مجلس الأمن قريباً، سارعوا في تفعيل الآلية نكاية بروسيا، رغم أنهم لم يلتزموا بأي من الإجراءات القانونية أو المراحل اللازمة. ومن وجهة نظرنا المشتركة مع روسيا والصين، فإن تطبيق آلية الزناد عمل غير قانوني ولا أساس له».
وأضاف: «لقد أساء الأوروبيون استخدام ما يُعرف بآلية العودة التلقائية للعقوبات، في حين أننا خلال السنوات العشر الماضية التزمنا بجميع الشروط. واليوم، روسيا والصين لا تعترفان مطلقاً بإعادة فرض العقوبات على إيران».
الأعرجي: لا يحقّ لأحد استخدام الأجواء العراقية ضد إيران

من جانبه أكد مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، أنه لا يحق لأي جهة استخدام الأجواء العراقية للاعتداء على إيران، مشيراً إلى أن بغداد قدّمت شكوى رسمية ضد الكيان الصهيوني إلى مجلس الأمن الدولي.
وقال الأعرجي، خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده في طهران مع نظيره الإيراني علي لاريجاني، إن زيارته إلى العاصمة الإيرانية تأتي في إطار تطوير وتوسيع العلاقات بين البلدين، مضيفاً: «مستوى العلاقات بين العراق وإيران استراتيجي ومتميّز، ونؤكد على ضرورة تعزيز هذه العلاقات عبر الحوار والتفاهم المتبادل».
وأوضح الأعرجي أن قضية الحدود وأمنها كانت من أبرز الملفات التي نوقشت خلال لقائه مع لاريجاني، مشدداً على أن الجانبين «اتفقا على عدم السماح مطلقاً باستخدام أراضي أو أجواء البلدين لتهديد أحدهما الآخر»، مضيفاً: «سنعمل من أجل استقرار المنطقة ومنع أي توترات أو تصعيد فيها».
وفي معرض رده على سؤال حول الاعتداء الصهيوني الأخير الذي نُفذ عبر الأجواء العراقية ضد إيران، قال الأعرجي: «لقد قدّمنا شكوى رسمية ضد الكيان الصهيوني إلى مجلس الأمن الدولي، كما أكد السيد رئيس الوزراء، في كلمته أمام قمة الجامعة العربية وفي لقاءاته مع قادة الدول الأخرى، أن لا أحد يمتلك الحق في استخدام الأجواء العراقية لمهاجمة إيران».
وحول الوضع في غزة، قال مستشار الأمن القومي العراقي: «شاركنا في مؤتمر شرم الشيخ بهدف وقف المجازر في غزة، واليوم منطقتنا تعاني بشدة من الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، ويجب عدم السماح بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار في غزة».
وفي رده على سؤال حول العقوبات المفروضة على إيران، أوضح الأعرجي أن «الشعب العراقي هو من أكثر الشعوب التي تضررت من العقوبات، ولذلك نحن نعارض فرض أي نوع من العقوبات على الدول الأخرى». وأضاف: «نؤمن بأن المشكلات يجب أن تُحل من خلال الحوار والطرق الدبلوماسية، كما نحترم حق جميع الدول في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، ومن هذا المنطلق فإن قضية البرنامج النووي الإيراني ينبغي أن تُحل بالحوار لا بالضغوط أو استخدام القوة».