وفيما يتعلق بتصريحات قائد الثورة حول قدرة الصواريخ الإيرانية بقصف آعماق مراكز الأبحاث ومواقع العدو الإسرائيلي، أوضح المختص في الشأن الإسرائيلي حسن حجازي، أن الإعلام الإسرائيلي قرأ تصريحات قائد الثورة بهذا الشأن بجدية، حيث أكد سماحته على الثبات واستمرار الصمود دون الخوف من خوض حرب أو التأثير على المعنويات والقدرات الدفاعية الإيرانية.
وأضاف الباحث حسن حجازي أن الجانب الإسرائيلي يعرف القدرات الإيرانية وثباتها، ملفتا أن نتنياهو رغم ترويجه لسردية معينة من حرب الـ12 يوما في الداخل الإسرائيلي لكنه اعترف بأن إيران ما تزال تملك قدرات عسكرية وإمكانيات إضافة الى البرنامج النووي.
وأكد حجازي أن توقيت تصريحات القائد أثار قلق الكيان الإسرائيلي حيث يرتبط بالمدى الزمني الذي يبعد عن العملية العسكرية التي حصلت ومحاولات الجانب الصهيوني للضغط على إيران عبر الضغوط الاقتصادية والسياسية.
واستطرد أن الترويكا الأوربية لجأت لإعادة تفعيل السناب بك الذي كان يفترض أفق الجانب الصهيونية الأمريكية أن تعيد الجانب الإيراني الأكثر مرونة الى طاولة المفاوضات وأن يقبل الشروط الصعبة التي يطرحها الأمريكي والصهاينة. ويأتي هذا الموقف الإيراني من خلال تصريحات القائد ليثبت على أن هذه الضغوطات لن تؤثر عليها.
وأما عن القلق الإسرائيلي بعد تصريحات القائد قال الخبير حجازي إن الاحتلال يدرك أن البرنامج النووي الايراني وإن تعرض لأضرار، أكبر من أن يدمر سواء على مستوى الإمكانيات وهو برنامج واسع ومترامي الأطراف، إضافة الى أنه لا توجد صورة دقيقة عن حجم الأضرار التي لحقت بمنشآت نطنز وفوردو.
وأشار أن الضغط الأمريكي لعودة الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى مهام التفتيش في إيران يهدف جزء منه لإحصاء أضرار المنشآت، وكذلك معرفة مكان اختباء 400 كيلوغرام من المواد المخصبة بنسبة 60 بالمائة، ما يؤدي لإثارة القلق الإسرائيلي حول إعادة إيران في إطلاق برنامجه النووي خصوصا في ظل التقليص أو غياب رقابة الوكالة الذرية.
وتابع أن ما يزيد القلق الإسرائيلي هو أن جيل كامل من العلماء النوويين الإيرانيين قادرون على استئناف وإطلاق البرنامج النووي في أي وقت.
وحول تقييم تهديدات نتنياهو بإعادة ضربة عسكرية على إيران ودوافعها الرئيسية، كشف الباحث حجازي أنه يرجع للسردية التي يحاول نتنياهو تقديمه حيث قال إننا بدنا نتحكم على المنطقة ومجرياتها بشكل كامل، فهذا الخطاب لا يمكن أن ينخفض الى مستوى يقبل تقديم تنازلات.
وحول خطاب تهويل قيادة العدو الإسرائيلي بأن بامتلاكه زمام مبادرة الهجوم على إيران وتدمير البرنامج النووي الايراني مجددا، اعتبر الخطاب غير قابل للثقة مؤكدا أن الجانب الصهيوني غير قادر على العودة للهجوم، مشيرا في الوقت نفسه إلى وجود عوائق وضوابط تمنع الحركة الصهيونية من اللجوء الى أي خيار يريد.
وقال حجازي أن الاحتلال حاول بعد نهاية حرب الـ12يوما أن يحول الأجواء الإيرانية الى سيادة منتهكة وكان يريد تحقيق ما يسمى بحرية الحركة لضرب الأهداف الإيرانية، لكنه فشل في ذلك، ما يعكس حدود القوة الصهيونية أمام تعقيدات المشهد الإقليمي والدولي.
التفاصيل في الفيديو المرفق...