مشهد مشتعل في السودان سياسيا وعسكريا؛ بعد نفي حاسم من مجلس السيادة لأيّ مفاوضات مباشرة او غير مباشرة مع قوات الدعم السريع في واشنطن؛ جاء ذلك في بيان رسمي أكد الالتزام بالحلّ الوطنيّ الذي يحفظ وحدة البلاد واستقرارها.
يأتي هذا النفي بينما تستضيف واشنطن الجمعة اجتماعات للرباعية الدولية الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر مع ممثلين عن أطراف الصراع، للضغط نحو هدنة تمتدّ لثلاثة أشهر، تمهيدا لوقف دائم لإطلاق النار.
ميدانيّا، تشهد العاصمة الخرطوم تصعيدا غير مسبوق، حيث تعرّض مطارها الدوليّ لهجمات بطائرات مسيّرة لليوم الثالث على التوالي، قال الجيش إنّ دفاعاته الأرضية تصدّت لها بنجاح. وتزامن ذلك مع استهداف جديد لمطار نيالا في جنوب دارفور، ي تصعيد جديد بين الجيش والدعم السريع.
وفي المقابل، صعّدت قوات الدعم السريع من هجماتها على مواقع للجيش في الخرطوم ودارفور، وسط تبادل للاتهامات بخرق الهدوء النسبيّ الذي ساد خلال الأسابيع الماضية.
في الجانب الإنساني، أطلقت أربع وكالات أممية تحذيرا عاجلا، مؤكدة أنّ أكثر من ثلاثين مليون سودانيّ بحاجة إلى مساعدات منقذة للحياة، بينهم تسعة ملايين نازح وخمسة عشر مليون طفل.
وقالت المنظمات الأممية إنّ الوضع في السودان 'كارثيّ ومفتوح على الأسوأ'، مع انتشار المجاعة والأوبئة في مناطق عدة، خصوصا في الفاشر التي تخضع لحصار خانق منذ أكثر من ستة عشر شهرا.
وتؤكد الأمم المتحدة أنّ التمويل الإنسانيّ المتاح لا يتجاوز ربع المطلوب، ما يهدّد بتوقف عمليات الإغاثة. في مأساة وصفتها المنظمة الدولية بأنها مفتوحة على المجهول.