رغم مرور أسابيع على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة لا يزال الهدوء المنشود بعيد المنال.. في ظل استمرار الانتهاكات الاسرائيلية وتزايد المؤشرات على غياب أي التزام حقيقي من جانب الاحتلال ببنود الاتفاق وسط واقع إنساني متدهور ومحاولات متواصلة لطمس الحقيقة وتشويه ملامح المأساة.
ومنذ ساعات الفجر الأولى عادت أصوات القصف والانفجارات تدوي في مناطق متفرقة من القطاع، ما أسفر عن إصابات في صفوف المدنيين، كما تم نسف عدد من منازل المواطنين.
ولم تقتصر الخروقات الإسرائيلية للاتفاق على البر فحسب بل امتدت إلى البحر، حيث أقدمت قوات الاحتلال على اعتقال ثلاثة صيادين وتفجير قارب صيد قبالة سواحل القطاع.
ومنذ بدء سريان وقف إطلاق النار في العاشر من أكتوبر الجاري بلغ عدد الشهداء 93 فيما أصيب أكثر من 324 آخرين وفق ما أفادت به وزارة الصحة في غزة.
وفي خطوة إضافية تزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية قررت حكومة الاحتلال تأخير إدخال بعض البضائع إلى القطاع ومنع فتح معبر رفح مقابل تأخير حركة المقاومة الإسلامية حماس تسليم جثث الأسرى حسب زعم الاحتلال.
ويستمر إغلاق المعبر الحدودي فيما تظل شاحنات المساعدات متوقفة على الجانب المصري ما يعكس استمرار سياسة الحصار رغم الاتفاق المبرم.
أما على الصعيد الحقوقي فأكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن الكيان الإسرائيلي يواصل بشكل منظم تنفيذ سياسة منهجية لطمس الأدلة المادية على جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب في غزة من خلال منع دخول الصحفيين المستقلين ولجان التحقيق الدولية واحتجاز مئات الجثامين، إضافة إلى منع فرق الطب الشرعي من توثيق الانتهاكات.
وأوضح المرصد أن هذه الاجراءات تهدف إلى إخفاء الحقيقة وعرقلة أي مسآلة دولية بما يحجب آثار الجرائم ويعيق الوصول إلى الحقائق الميدانية.
وفي ظل هذا المشهد تبدو الهدنة في غزة مجرد عنوان هش، تخفي وراءها خروقات يومية وحصاراً خانقاً وجهوداً متواصلة لطمس الحقيقة وتبييض سجل الاحتلال الدموي.. بينما تظل العدالة غائبة.
للمزيد إليكم الفيديو المرفق..