وأكد الحزب أن الانسحاب بدأ فعليا من المناطق الحدودية إلى جبال قنديل، المعقل الرئيسي للحزب منذ عقود. وتعد هذه الخطوة الثانية ضمن عملية السلام التي بدأت منذ عدة أشهر بخطوات أولى تضمنت نزع السلاح.
اليوم، يشمل الانسحاب جميع المقاتلين المتواجدين في ولايات أضنة وماردين وشانلي أورفة والمناطق المحيطة بها إلى الشمال العراقي، في خطوة مهمة بانتظار تحقيق نتائج ملموسة.
وأوضح الحزب أن الخطوة تستند إلى قرارات المؤتمر الثاني عشر وبموافقة زعيمه عبد الله أوجلان، مؤكدًا أن المرحلة المقبلة يجب أن تكون سياسية لا عسكرية، وأنه مستعد لطي صفحة النزاع إذا تجاوبت أنقرة مع مبادرة السلام.
وفي المقابل، تتجه الحكومة التركية لإصدار قانون عفو خاص بالمقاتلين لفتح الطريق أمام مشاركتهم في العمل السياسي الديمقراطي.
وأعلنت منظمة بيكاكا استكمال انسحابها النهائي من الأراضي التركية استجابة لدعوة زعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي، فيما ترى أنقرة أن الخطوة رمزية أكثر من كونها عملية، إذ لم تتخلى المنظمة عن سلاحها بالكامل، وتعتبرها محاولة لكسب الوقت تحت الضغط العسكري.
ويرى مراقبون أن هذا الانسحاب، إذا التزمت به الأطراف، قد يمهد لمرحلة تهدئة جديدة، بينما يعتبر آخرون أنها مناورة سياسية من حزب العمال الكردستاني في ظل الضغط العسكري المتزايد على مناطقه.
بين الأمل بعودة المسار السلمي والشكوك في النوايا، تبقى خطوة حزب العمال الكردستاني اختبارا لإرادة أنقرة في إنهاء واحد من أطول النزاعات في تاريخ الجمهورية.