في حلقة استضافت الكاتب والباحث في العلاقات الدولية الدكتور محمد سويدان، تم التوقف عند زيارة المبعوثة الأمريكية مورغان أورتاغوس برفقة وزير الحرب الإسرائيلي إلى الحدود اللبنانية – الفلسطينية المحتلة.
السويدان رأى في حديثه أن الزيارة ليست منعزلة بل تأتي ضمن سلسلة من التحركات الأمريكية في المنطقة، هدفها تأكيد التزام إسرائيل بخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في غزة، وضمان بقاء حكومة بنيامين نتنياهو ضمن السقف الأمريكي المرسوم في كلٍّ من غزة ولبنان.
وأوضح الباحث أن واشنطن فتحت لإسرائيل المجال خلال العامين الماضيين للتحرك بأقصى طاقتها، وقدّمت لها دعماً مالياً وسياسياً غير مسبوق، إذ بلغت المساعدات الأمريكية نحو سبعين مليار دولار، مقابل إنفاق إسرائيلي تجاوز مئة مليار، فضلاً عن الغطاء السياسي الذي وفّرته الولايات المتحدة في مجلس الأمن، والدعم الأوروبي والعربي غير المعلن.
وأشار السويدان إلى أن إسرائيل، رغم كل هذا الدعم، لم تحقق أهدافها المعلنة بالقضاء على المقاومة، بل وصلت فقط إلى مرحلة إضعاف الخصوم، وهو ما اعتبره تأكيداً على فشل الرهان العسكري، وانتقال واشنطن وتل أبيب إلى المسار السياسي لإدارة الأزمة.
وأضاف أن زيارة أورتاغوس إلى الحدود اللبنانية تهدف إلى ضبط إيقاع التحرك الإسرائيلي ومنع نتنياهو من تجاوز السقف الأمريكي، مؤكداً أن الولايات المتحدة لا ترغب في إشعال حربٍ واسعة جديدة في المنطقة، بل في استمرار الضغط السياسي والعسكري المحدود على محور المقاومة ضمن حدود الحسابات الأمريكية.
وقال سويدان إن واشنطن تخشى من فقدان السيطرة على نتنياهو، لذلك جاءت زيارات المبعوثين الأمريكيين الأخيرة لتأكيد الالتزام الإسرائيلي بالاستراتيجية الأمريكية في لبنان وغزة، التي تركز على الاحتواء وليس الانفجار.