في اجواء تعبق بالابداع والارادة، شهدت العاصمة الايرانية طهران فعاليات مهرجان همام الدولي للفنون الذي يهدف الى ابراز طاقات الفنانين من ذوي الاحتياجات الخاصة والمصابين الذين جمعوا بين التحدي والجمال في لوحاتهم وموسيقاهم اليدوية.
شارك في هذا الحدث اكثر من 430 فناناً من مختلف المحافظات الايرانية. الى جانب 14 فناناً اجنبياً من قارات متعددة قدموا نحو 60 عملاً فنياً متنوعاً بين الفنون التشكيلية والصناعات والموسيقى.
وقال محمد رضا مشهدي وهو أمين المهرجان:"يتميز هذا المهرجان بطابع انساني فريد. حيث تترجم أعمال الفنانين ذوي الاعاقة معنى الاعجاز الالهي في ابهى صوره. فبرغم القيود الجسدية تولد من اياديهم، لوحات مفعمة بالجمال والابداع والروحانية، هذا العام شهد اقبالا كبيرا على شراء الاعمال الفنية، ما يعكس تقدير المجتمع لقيمة الفن، حيث يخرج من رحم التحدي والايمان".
هناك يمتزج الفن بالارادة ويثبت المبدعون من ذوي الاحتياجات الخاصة، ان الجمال لا يقاس بالجسد بل بالروح التي رغم كل التحديات.
وقال الفنان الطاجيکي، بهروز زبيروف لقناة العالم:"أشارك في هذا المهرجان بـ4 أعمال فنية مستوحاة من ازقة بلادي القديمة؛ تلك الاماكن التي بدأت تختفي من الواقع لكنها تبقى في الذاكرة حية. هذه مشاركتي الاولى في الجمهورية الاسلامية الايرانية بعد مشاركات سابقة في دول اخرى کأوزبکستان. بدأت الرسم منذ الـ18 من عمري. ورغم صعوبة اختيار الموضوعات والالوان فان الشغف بالفن يجعل كل تحد ممكناً".
يتميز هذا الموسم بتحويل قاعات العرض الى قصر فني متكامل يحتضن ورشات وجلسات حوارية حول والابداع، اضافة الى عروض موسيقية ومسرحية تعبر عن قصص التحدي والامل. كما تم توظيف الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية الحديثة لعرض الاعمال بشكل افتراضي في اكثر من 30 دولة، مع بث مباشر عبر المراكز الثقافية الدبلوماسية في الخارج، ما جعل من التجربة حدثا فنياً وانسانياً عالمياً.
هنا من فضائل الإبداع والارادة يؤكد الفنانون من ذوي الاحتياجات الخاصة ان الجمال يولد من التحدي، وان الفن حين يخرج من القلب، يلامس انسانية العالم.