تهدئة من طرف واحد برعاية أميركية، تكرس التفوق الميداني الاسرائيلي. هكذا يبدو الحال في قطاع غزة مع مواصلة الاحتلال خروقاته منذ بدء اتفاق وقف العدوان عبر سلسلة غارات جوية عنيفة، كانت آخرها على المناطقِ الشرقية لمدينة خان يونس.
وبحسب التقارير الميدانية فإن قوات الاحتلال نفذت عمليات نسف ضخمة طالتْ مبانيَ ومنازلَ الفلسطينيين شرقيَ مدينتي خان يونس وغزة.
وفيما لم تدم خروقات الاحتلال طويلا، إلا أن خبراء رأوا فيها دموية ومبالغة بشكل مقصود، في محاولة لارساء معادلات جديدة تمكن تل ابيب من العودة إلى القصف متى شاءت وبالذريعة التي تختلقها.
وبحسب تقارير وزارة الصحة الفلسطينية فإن الاعتداءات الاخيرة على القطاع اسفرت عن استشهاد وجرح المئات جلهم من الاطفال والنساء، فضلا عن تقارير اعلامية تتحدث عن اغتيال عدد كبير من القادة الميدانيين في المقاومة، والذين لم يتمكن الاحتلال من اغتيالهم طوال فترة الحرب على مدى العامين الماضيين.
وامام الخروقات الاسرائيلي بدا لافتا انكباب الوسطاء على احتواء التصعيد، مع إدراكهم الموقف الأميركي الذي قضى بمنح تل ابيب وقتا مستقطعا لضرب القطاع بشدة وعنف.
وهذا ما عكسته تصريحات رئيس وزراء كيان الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الاخيرة حول استمرار سيطرة كيانه على القطاع، واصفا الأمر بالمبدأ الذي لن يتغير، مع تأكيده على أنه يعمل مع واشنطن على خطة تضمن تحقيق أهدافه، ومن بينها نزع السلاح من غزة.
وبالرغم من محاولات نتنياهو إبقاء حالة النار مشتعلة بالحد الأدنى في القطاع، إلا أن المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها حماس لا تزال تؤكد التزامها بوقف إطلاق النار، مشيرة إلى أنها سلمت من جديد جثتي أسيرين اسرائيليين.
واضافت المقاومة الفلسطينية ان الاحتلال يختلق الذرائع لتخريب الاتفاق، محذرة اياه من أن أي تصعيد عسكري سيعوق عمليات البحث والحفر وانتشال الجثث وسيؤدي إلى تأخير استعادة الاحتلال جثث قتلاه.