الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة تشكل صورة دامية من صور الاعتداء اليومي على السيادة اللبنانية، في ظل تصاعد الخروقات العسكرية وتواطؤ بعض الأطراف الدولية.
قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) كشفت أن جيش الاحتلال الإسرائيلي خرق اتفاق وقف الأعمال العدائية سبعة آلاف مرة جوياً، ونفذ أكثر من 2400 نشاط شمال الخط الأزرق الفاصل بين لبنان والأراضي المحتلة. وأكدت في تقريرها أنّ الوضع هشّ ويتطلب تجنب أي تصعيد إضافي، محذرة من أن استمرار الانتهاكات يهدد بتقويض التقدم نحو الاستقرار. وأشارت اليونيفيل إلى أن الجيش اللبناني أعاد الانتشار في أكثر من 120 موقعا دائما في المنطقة الحدودية بين نهر الليطاني والخط الأزرق.
رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، النائب محمد رعد، دعا الحكومة والشعب اللبناني إلى التمسك بضرورة الضغط لإلزام الكيان الإسرائيلي بوقف إطلاق النار، محذّراً من أن أي تنازل سيؤدي إلى مزيد من الابتزاز. كما اتهم الإدارة الأميركية برعاية الإرهاب الإسرائيلي والتشكيك في نزاهة دورها في لبنان.
وقال محمد رعد:"ان المقاومة تدعو الدولة واللبنانيين معاً الی التمسک بوجوب الضغط لإلزام العدو بإعلان وقف اطلاق النار وتنفيذ بنوده بدءاً من وقف الاعمال العدائية، الی الانسحاب الکلي من ارضنا اللبنانية المحتلة".
تصريح رعد جاء بعد مواقف الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، الذي أكد أنّ واشنطن تنحاز بوضوح إلى الكيان الإسرائيلي، مشيراً إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية جرائم موصوفة تستهدف المدنيين والبنى التحتية، وتتعارض مع حق لبنان المشروع في الدفاع عن سيادته.
وقال الشيخ نعيم قاسم:"امريکا بالتجربة ليست وسيطاً نزيهاً بل هي الراعية الاساسية للعدوان وهي التي تساعد علی توسعه وتجذره في لبنان وفي المنطقة في آن معاً".
من جهته، رأى المبعوث الأميركي توم باراك أن الجيش اللبناني يعاني من ضعف في الموارد، ودعا إلى التفاوض مع الكيان الإسرائيلي بشأن الحدود ونزع سلاح حزب الله، زاعماً أن القصف الإسرائيلي اليومي يأتي بسبب بقاء السلاح في الجنوب.
ويرى المراقبون أن هذه الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي ليست سوى محاولة ممنهجة لإعادة إشعال فتيل الحرب في لبنان، عبر خلق توترات ميدانية وسياسية تضع البلاد أمام مواجهة مفتوحة تهدد أمنها واستقرارها الداخلي والإقليمي.