وفي السياق يبحث مجلس الأمن والدفاع السوداني، برئاسة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، مقترح الهدنة الذي تقدمت به الولايات المتحدة لوضع حد للنزاع في السودان، وسط تباين في مواقف الأطراف الفاعلة في المشهد وتفاؤل حذر من واشنطن بإمكانية الموافقة عليها.
وفي هذا الإطار، أجرى الموفد الأميركي الخاص لإفريقيا، مسعد بولس، سلسلة اجتماعات في القاهرة خلال الأيام الأخيرة، بهدف وضع اللمسات الأخيرة على مقترح الهدنة الإنسانية الذي قدم منتصف أيلول الماضي، برعاية مصر والسعودية والإمارات.
وفي موازاة هذه الجهود، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى وقف فوري للعنف، محذّراً من كارثة إنسانية متفاقمة، ومؤكدا ورود تقارير عن مجاعة وإعدامات واسعة في دارفور، ولا سيما في مدينة الفاشر. وطالب غوتيريش الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بالتعاون مع مبعوثه للتوصل إلى تسوية سياسية في البلاد لإنهاء ما وصفه بكابوس العنف.
وفي السياق الإنساني، أكد تقرير للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي المدعوم من الأمم المتحدة انتشار المجاعة في الفاشر بشمال دارفور وكادوغلي في جنوب كردفان، بعد أشهر من حصار قوات الدعم السريع للمدينتين.
وجاء في التقرير أن أكثر من 21 مليون شخص واجهوا مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد في سبتمبر الماضي، وأن 30% من الأطفال دون الخامسة يعانون من سوء التغذية، فيما جُوع أكثر من 335 ألف شخص في دارفور وكردفان منذ سبتمبر الماضي.
وهكذا، يبقى السودان بين نيران الصراع وسياط الجوع، في انتظار هدنة تعيد الأمل لشعب أنهكته الحرب والمجاعة، وتفتح الباب أمام سلام طال انتظاره.
التفاصيل في الفيديو المرفق..