وقال ماكرون، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرته المكسيكية "كلاوديا شينباوم" في العاصمة مكسيكو، إن "مكافحة مهربي المخدرات قضية تهم الجميع، لكنها لا يمكن أن تتم إلا عبر التعاون بين الدول ذات السيادة واحترام سيادة كل منها".
وأضاف أن "فرنسا تؤمن بأن مكافحة الجريمة المنظمة يجب أن تسير جنباً إلى جنب مع احترام القانون الدولي وحقوق الدول".
الغارات الأمريكية تثير الجدل
ويأتي تصريح ماكرون في وقت تصاعدت فيه العمليات العسكرية الأمريكية في البحر الكاريبي منذ مطلع سبتمبر/أيلول، حيث تشن القوات الأمريكية غارات جوية متكررة على زوارق يُعتقد أنها تعود لمهربي مخدرات.
ووفقاً لإحصاءات رسمية أمريكية، فقد نفذت القوات الأمريكية أكثر من 15 غارة خلال الأسابيع الأخيرة، أسفرت عن مقتل أكثر من 60 شخصاً.
وتصف وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، هذه العمليات بأنها "إجراءات وقائية ضد شبكات إرهابية للمخدرات"، غير أن العديد من حكومات أمريكا اللاتينية اعتبرتها انتهاكاً للسيادة وخرقاً للقانون الدولي، لاسيما أن بعضها نُفذ في المياه الدولية.
انتقادات دولية متصاعدة
من جهته، انتقد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك بشدة هذه الضربات، داعياً إلى "وقف فوري للعمليات الجوية" التي وصفها بأنها "عمليات قتل لا مبرر لها في القانون الدولي".
كما اتهم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو واشنطن باستخدام ملف مكافحة المخدرات كـ"ذريعة للتدخل في شؤون الدول الداخلية وفرض تغيير الأنظمة والسيطرة على الموارد، وفي مقدمتها النفط الفنزويلي".
حرب تتجاوز الحدود
وأثارت الحملة الأمريكية الجديدة في الكاريبي موجة واسعة من الجدل السياسي والقانوني حول شرعية القوة الأمريكية خارج أراضيها، في وقت يرى فيه مراقبون أن «حرب المخدرات» بدأت تتحول إلى نزاع عابر للحدود، بينما تدعو باريس إلى مقاربة أكثر توازنًا تقوم على التعاون واحترام السيادة الوطنية.