وقال الفريق خلف إن الصاروخ ينتمي إلى عائلة "كوثر 200" قبل تطويره إلى النسخة الحالية، موضحاً أن إيران زودت به عدداً من الزوارق السريعة من طراز "عاشوراء" و"ذو الفقار"، القادرة على المناورة بسرعة كبيرة وإرباك القطع البحرية الضخمة. وأشار إلى أن امتلاك إيران لمئات الزوارق السريعة يمنحها قدرة انتشار واسعة وحزمة نارية كثيفة يصعب على السفن المعادية التعامل معها.
وأوضح الخبير أن المناورات البحرية الأخيرة أظهرت أن الزوارق المسلحة بالصاروخ غطّت مساحة تقدَّر بـ 30 إلى 40 كيلومتراً، وهو ما يعني أن أي سفينة معادية ضمن مدى يصل إلى 17 كيلومتراً تصبح عرضة للإصابة بحزمة من الصواريخ قد تؤدي إلى شطرها أو إغراقها بالكامل، خصوصاً أن الإطلاق لا يتم من زورق أو اثنين، بل من مجموعة قتال متكاملة.

وبيّن الفريق خلف أن النسخة البحرية تعتمد على منظومات توجيه داخلية لا ترتبط بنظام الـGPS، بل تُغذّى ببيانات من داخل الزورق لضمان دقة إصابة عالية. أما النسخة الجوية من صاروخ "كوثر"، فأُضيف إليها رادار ثلاثي الأبعاد قادر على تتبع الأهداف ذات البصمة الرادارية المنخفضة، ما يمنحها دقة شبه ثلاثية الأبعاد ويقلل هامش الخطأ إلى مستويات ضئيلة جداً.
وأضاف أن إيران تعتمد في مواجهة السفن المعادية على حزم صاروخية وليس على صاروخ واحد، الأمر الذي يُربك أنظمة الدفاع على الفرقاطات، والغواصات، والمدمرات، التي لا يتجاوز مخزونها الدفاعي fنحو 90 صاروخاً في أفضل الحالات، بينما تمتلك إيران مخزوناً صاروخياً كبيراً على امتداد سواحلها في الخليج الفارسي وخليج عمان.

وأكد الخبير الأمني أن توزيع هذه الزوارق والصواريخ على طول شريط ساحلي يُقدر بـ 1400 كيلومتر، من مضيق هرمز وصولاً إلى السواحل الجنوبية للعراق، يجعل أي حركة بحرية معادية داخل تلك المنطقة تحت التهديد الدائم، لا سيما أن خطوط الملاحة معروفة وضيقة، ما يرفع من حساسية مرور السفن الحربية فيها.
واختتم قائلاً أكدت المناورات الأخيرة ذلك. التمرين يظهر توقعات بوجود جهود بحرية موازية للجهد الجوي، كما أن الأجهزة الاستخباراتية الإيرانية تمكنت من تجاوز مشكلات داخلية في ملف تصفية العملاء. لذلك صدرت توجيهات قيادية بالتوسع في العمليات البحرية والبرّية وتغيير المسارات وزيادة التغطية والجاهزية، باعتبارها حزمة متكاملة لتهيئة القوات لمواجهة محتملة في المستقبل.