وأوضح خليفة "أن أسباب هذا المرض ليست معروفة بدقة، لكنه انتشر بشكل لافت خلال حرب الإبادة على غزة، وأصاب العديد من الأطفال والبالغين، متسببًا بتدهور حاد في حالاتهم الصحية وصلت في بعض الأحيان إلى الوفاة".
مرض نادر.. لكن خطير
عرّف خليفة متلازمة (GBS) بأنها مرض فيروسي يثبط جهاز المناعة، ويهاجم الأعصاب الطرفية السفلية ثم يتصاعد نحو أعلى الجسم، وقد يصل تأثيره إلى عضلات الرئتين، ما قد يسبب توقف القلب والوفاة إذا لم يُعالج بسرعة.
وتبدأ أعراضه –بحسب الأخصائي– بـ:
هزلان وآلام في المفاصل
خذلان في الأطراف
ضيق في التنفس
التهاب معوي مصحوب بإسهال
وحذّر من أن تأخر التشخيص أو اختلاط الأعراض مع أمراض أخرى يؤدي غالبًا إلى تفاقم الحالة وتدهور وضع المريض، خاصة في ظل غياب الأجهزة الأساسية لعلاج المرض في غزة.
ارتفاع غير مسبوق في عدد الإصابات
أشار خليفة إلى أنه خلال عمله بين عامي 2009 و2023 لم يُشخّص سوى 5 حالات فقط، لكن منذ بدء الحرب اكتشف بمفرده 20 حالة جديدة، إضافة إلى حالات أخرى في مستشفيات غزة.
أزمة علاجية خانقة
يعاني القطاع من غياب الأجهزة الطبية الضرورية للعلاج، مثل:
جهاز غسيل الدم المتخصص
جهاز مخصص لمواجهة الميكروبات التي تهاجم جهاز المناعة
وهذا ما أدى إلى مضاعفات خطيرة لدى المرضى، بينها:
شلل نصفي أو رباعي
الاعتماد على التنفس الاصطناعي
ضعف عام في الجسم
ورغم ذلك، أكد خليفة أن مستشفى الوفاء لم يسجل أي وفاة بين المرضى الذين استقبلهم، لكن مستشفيات أخرى شهدت حالات وفاة نتيجة نقص الإمكانيات وعدم توفر الأسرة.
مرضى ينتظرون.. وآخرون يفقدون حياتهم قبل الوصول للمستشفى
أوضح خليفة أن العديد من المرضى الذين غادروا مستشفى الوفاء ما زالوا يتلقون علاجا طبيعيا ووظيفيا، فيما ينتظر آخرون دورهم للدخول، وبعضهم يتوفى قبل وصوله للعلاج بسبب الظروف الصحية القاسية.
بيئة مثالية لانتشار الأمراض
شدد المسؤول الطبي على أهمية:
الاهتمام بالنظافة الشخصية
توفير المنظفات
الحد من التلوث البيئي
مواجهة سوء التغذية
موضحا أن الظروف الحالية في غزة –من انتشار خيام النزوح، وانهيار البنية الطبية، وغياب الدعم الإنساني– تشكل بيئة خصبة لانتشار الأمراض النادرة والخطيرة.
ويعيش أكثر من مليوني مواطن غزي تحت وطأة حرب دموية مستمرة منذ أكتوبر 2023، دمّرت المنظومة الصحية والبُنى التحتية، وخلّفت أوضاعًا تهدد حياة السكان على مختلف المستويات.