وفيما كان زرع الأعضاء لسنوات وسيلة مقبولة لمساعدة المرضى، لكن العقبات مثل التكاليف الباهظة وصعوبة العثور على متبرعين مناسبين جعلت هذا المسار محفوفاً بالتحديات. ومن هنا، يسعى العلماء لإيجاد حلول مبتكرة في مجال هندسة الأنسجة وتقنية النانو لتقديم بدائل آمنة وصديقة للبيئة لإصلاح أو استبدال الأنسجة.
ويعد مجال الخصوبة والإنجاب أحد المواضيع محل الاهتمام في هذا الإطار، حيث تشير آخر التقارير المقدمة هذا العام إلى أن حوالي 20% من الأسر الإيرانية تحتاج إلى علاجات الخصوبة، أي أن أسرة من بين كل خمس أسر تحتاج إلى علاج، وأن البلاد ستواجه في المستقبل غير البعيد أزمة سكانية، كما نشهد في المقابل انخفاضاً ملحوظاً في معدل الخصوبة على مستوى البلاد.
حل جديد لمشاكل العقم
مهَّد هذا الإنجاز الطريق أمام تصنيع رحم اصطناعي وإصلاح أنسجة الرحم التالفة، وهو حل جديد لحل مشاكل العقم وتعزيز صحة الأم والجنين. وبناءً على هذه القدرة المحققة، يأمل الباحثون أن يفتح تطوير هذه التكنولوجيا طريقاً جديداً في العلاجات المتقدمة للإنجاب وإعادة التأهيل الطبي.
جدير بالذكر أن آخر إحصاءات التأمين الصحي تشير إلى تسجيل 93,862 شخصاً في أنظمة هذا التأمين لتلقي الخدمات العلاجية للعقم.
الوصول إلى قدرة حفظ الخلايا وصيانتها وزرعها في الجسم
وفي هذا المسار، تمكن علماء وباحثون إيرانيون وهم: حبيب نكوكار، ومحمد خواجوي مهريزي، ومهدية دهقان من معهد أبحاث علوم الإنجاب في يزد، من خلال العمل الجماعي والجمع بين تقنية النانو وهندسة الأنسجة، من تصميم سقالة نسيجية تمتاز بقدرتها على حفظ وصيانة وحتى نقل الخلايا إلى الجسم. يمثل هذا الإنجاز مزيجاً من معرفة النانو وهندسة المواد وأسس زرع الخلايا.
وقد جرى تصنيع السقالة المصممة باستخدام عدة بوليمرات مختلفة، تشمل "بولي كابرولاكتون" للمتانة الميكانيكية، والجيلاتين لزيادة التصاق الخلايا، و"بولي ديميثيل سيلوكسان" لتنظيم ومحاكاة العمليات الخلوية. ويؤدي هذا المزيج البوليمري المتعدد إلى توافق حيوي وفعالية عالية للسقالة في عملية إصلاح نسيج الرحم.
السقالة الإيرانية الصنع مناسبة لاستنبات خلايا بطانة الرحم
خلال عملية البحث والتجريب للوصول إلى هذه القدرة المحلية البارزة، تم أولاً استنبات الخلايا الليفية البشرية على السقالة لدراسة سلوك الخلايا ونموها، ثم اختبرت خلايا بطانة الرحم للأغنام والبشر. وفي النهاية، تم دراسة تفاعل البويضة المخصبة على النسيج المصنع، وأظهرت النتائج ملاءمة السقالة المنتجة لاستنبات خلايا بطانة الرحم.