أخطر ما تشهده الضفة الغربية اليوم هو أن استهداف الأطفال تحوّل من حادثة طارئة إلى نهج يضرب الجيل الذي سيحمل ملامح المستقبل الفلسطيني.
ويأتي استشهاد الفتى حسن شركسي من مخيم عسكر شرق مدينة نابلس شاهدًا على هذا المسار، حيث تتقدم رصاصة الاحتلال نحو الأطفال قبل أن تُتاح لهم فرصة لبدء حياتهم.
وقال عم الشهيد، سليمان موسى، لقناة العالم: "في البداية أُصيب بطلقة في الخصر، وبعد إصابته سقط على الأرض. وصل الجنود وقاموا بسحبه وجرّه مسافة طويلة إلى أن استُشهد. وبعد استشهاده، سلّموه لسيارة الإسعاف. كانت إصابته في البداية طفيفة نسبيًا، وكان يمكن له أن يتحرك ويزحف، لكن الجنود كانوا سببًا مباشرًا في استشهاده، كما حدث تأخير في وصول سيارة الإسعاف إليه".
ورحيل حسن لم يكن سوى امتداد لليلة سبقت جنازته، ليلة شهد خلالها مخيم عسكر اقتحامًا تسللت خلاله قوة من الاحتلال إلى الأزقة، لينتهي الحدث باستشهاده وإصابة فتى آخر، فيما جرى عرقلة طواقم الإسعاف عن الوصول في اللحظات الأولى.
وفي الوقت نفسه كانت نابلس نفسها تخضع لاقتحام آخر، تزامن مع مداهمات مشابهة في مدن وبلدات عدة بالضفة، رافقها تفتيش واعتقالات طالت عشرات الفلسطينيين، في مشهد يكرّس اتساع دائرة الاستباحة الليلية للمدن الفلسطينية.
وقال محافظ نابلس، غسان دغلس، لقناة العالم: "لا يكاد يمر يوم واحد دون اقتحامٍ لمخيم أو مدينة أو قرية أو ريف. وهكذا تثبت الأحداث كل يوم وكل ساعة أن هذا الاحتلال مجرم وحقير وقاتل يتلقى الأوامر من قادته لاصطياد الأطفال، إذ ارتقى 13 شهيدًا خلال شهر واحد في الضفة الغربية وحدها، تراوحت أعمارهم بين 7 أعوام و 13عامًا".
هكذا تمضي الضفة الغربية في يوميات تبدو متشابهة: اقتحامات واعتقالات واستباحة مفتوحة، حتى غدا المشهد واقعًا يتكرر بلا حساب، واقعًا يفرض حضوره على كل بيت ويثقل تفاصيل الحياة الفلسطينية يومًا بعد يوم.