شيفرة..

الاعتداءات الاسرائيلية ومسارات لبنان لوقفها، وصاروخ ميون اليمني، وأسرار حول الشاباك

الأربعاء ١٩ نوفمبر ٢٠٢٥
١٠:٥٣ بتوقيت غرينتش
تناولت حلقة جديدة من برنامج "شيفرة" تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية على جنوب لبنان، في ظل استمرار الخروقات العسكرية وتوسع الأعمال الإنشائية الإسرائيلية على الحدود.

الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان

وقال الشهيد القائد السيد حسن نصر الله في إحد خطاباته: "أنّ المقاومة هي الجهة التي تحمي لبنان وتصنع توازن الردع مع إسرائيل، محذّراً من أن التخلي عن السلاح سيترك الجنوب مكشوفاً أمام اعتداءات الكيان الإسرائيلي".

وناقشت الحلقة التطورات الميدانية في الجنوب، ومحاولات لبنان وقف الانتهاكات عبر المسارات الدبلوماسية، إلى جانب تطرقها إلى قدرات فصائل المقاومة في المنطقة، ومنها استخدام صاروخ "ميون" اليمني، بالإضافة إلى نشاط جهاز الشاباك الإسرائيلي.

وتناولت الحلقة سلسلة الخروقات الجوية والبرية والبحرية الإسرائيلية خلال الأسابيع الماضية، والتي دفعت لبنان إلى التحضير لرفع شكوى جديدة إلى الأمم المتحدة، تضاف إلى الشكاوى السابقة المتعلقة بخمس نقاط حدودية لم تنسحب منها إسرائيل حتى الآن.

وتواصل إسرائيل تبرير تحركاتها العسكرية على الحدود بذريعة "الأمن الوقائي" والدفاع عن النفس، فيما يؤكد لبنان أنها محاولة لفرض أمر واقع جديد على الأرض والتقدّم في الأراضي اللبنانية خلف الخط الأزرق، وهي سياسة سبق أن اعتمدتها إسرائيل في الجولان السوري عبر فرض السيطرة ثم إعلان الضم واعتبار الجولان جزءاً من أراضيها.

الجدار الإسرائيلي الجديد: خرق للخط الأزرق وتجاوز للقرار 1701

وأعلنت قوات اليونيفيل أنّ الجدار الإسمنتي الجديد الذي تبنيه إسرائيل على الحدود الجنوبية تجاوز للخط الأزرق بمسافة تصل إلى 4 كيلومترات، ممتداً من بلدة يارون وصولاً إلى بلدة عيترون مروراً بمرج الرأس.

ويشكل التمدد خرقاً واضحاً لقرار مجلس الأمن 1701 ويُعد انتهاكاً مباشراً لسيادة الأراضي اللبنانية وحدودها المعترف بها دولياً.

يذكر أن الخط الأزرق ليس حدوداً رسمية، بل هو خط انسحاب اعتمدته الأمم المتحدة عام 2000 لتحديد النقطة التي انسحبت منها القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان. وبالرغم من ذلك، لا يزال خلف هذا الخط عددٌ من المواقع، يصل عددها إلى أكثر من 13 موقعاً لبنانياً محتلا لم تحل بعد.

ومارست إسرائيل سياسة في بناء الجدران العازلة، حيث تحيط نفسها بجدران في عدة اتجاهات: في غزة، وفي الضفة الغربية، وعند الحدود مع الأردن ومصر، والآن على الحدود مع لبنان.

تصعيد متعدد الجبهات: الجنوب ومخيم عين الحلوة

ونفذت إسرائيل سلسلة اعتداءات جديدة بغارات على مناطق الجنوب خلال ساعات معدودة من اليوم، إلى جانب غارة كبيرة استهدفت مخيم عين الحلوة في لبنان، وأدت إلى سقوط شهداء وجرحى.

وتشكل هذه الاعتداءات ضغطاً مباشراً على الحكومة اللبنانية والمؤسسة العسكرية، في وقت يؤكد فيه الجيش اللبناني أن مسألة نزع سلاح المقاومة أمر مرفوض، مشددا أن الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة هي التي تقوّض أي مساعٍ لتهدئة الوضع.

وفي السياق تطرقت الحلقة إلى خلاف بين لبنان والولايات المتحدة بعد انتقادات وجّهتها واشنطن لقائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل على خلفية موقفه من دعم المقاومة.

وأدت هذه الانتقادات لإلغاء زيارة رسمية للعماد هيكل إلى واشنطن، بعدما أُبلغ بأن جدول المسؤولين الأمريكيين "لا يسمح" بعقد اللقاءات.

كما أُلغي حفل استقبال كان مقرراً لسفارة لبنان في واشنطن على شرف هيكل، وهو ما ربطته مصادر سياسية بمحاولة أمريكية للضغط على الجيش في ملف سلاح المقاومة.

مسارات لبنان لوقف الانتهاكات الإسرائيلية

وحول الجدار الاسمنتي الإسرائيلي في جنوب لبنان، قال الفريق الركن عبد الكريم خلف، الخبير العسكري والاستراتيجي لقناة العالم، إن الجدار الإسرائيلي المرتفع، رغم امتداده، عسكرياً ضعيف، وجناحاه مكشوفان ولا يشكل عائقاً حقيقياً أمام قدرات حزب الله"، مشيراً إلى أن الحزب يمتلك ثلاث قوى مدربة تدريباً عالياً وقادرة على خوض مواجهات معقدة.

وأكد أن حزب الله يمتلك قدرات قتالية وتجهيزات تسمح له بالتعامل مع هذا النوع من العوائق في حال حصول مواجهة.

وأوضح أن إسرائيل تعتمد بشكل كبير على تفوقها الجوي وعلى عمليات الرصد عبر مواقع مرتفعة وطائرات استطلاع تحلّق يومياً دون وجود دفاعات جوية لبنانية قادرة على ردعها.

وأضاف أن الجيش اللبناني، بسبب محدودية إمكاناته، غير قادر على مواجهة الخروقات المتكررة، رغم الأوامر الصادرة من القيادة السياسية بالتصدي لأي خرق بري.

ورأى الفريق خلف أن إسرائيل قد تلجأ إلى التصعيد البري بهدف تدمير مواقع للمقاومة، إلا أن الظروف الدولية الحالية لا تسمح بحرب شاملة. لكنه أكد أن إسرائيل قد تستمر في سياسة "الضغط بالنار" لإبقاء المقاومة تحت الاستهداف الدائم، كما حدث مع العراق في تسعينيات القرن الماضي.

وأوضح خلف، خلال مشاركته في برنامج "شيفرة"، أن القدرات الميدانية واللوجستية لحزب الله تتيح له اجتياز الخط الحدودي المسمّى بالخط الأزرق، سواء عبر القوات البرية أو من خلال الآليات الهندسية والدبابات والمدرعات، مشيراً إلى أن الجدار الإسمنتي لا يقدّم حماية حقيقية لإسرائيل.

وأضاف أن المنظومات الدفاعية الثابتة، وبينها الجدران، غالباً ما تكون ذات تأثير مؤقت لا يتجاوز “ساعة أو ساعتين” في أي مواجهة حقيقية، لافتاً إلى أن المقاومة تمتلك القدرة على تدمير أجزاء من الجدار من مسافات قد تصل إلى 16 كيلومتراً، ما يجعل أي رهان إسرائيلي عليه غير ذي جدوى.

وتابع خلف قائلاً إن إسرائيل قد تحاول استغلال تفوقها الجوي للتقدم تدريجياً داخل الأراضي اللبنانية بهدف الوصول إلى نقاط تستخدمها لاحقاً كورقة ضغط أو تفاوض، إلا أن حزب الله يدرك هذا السيناريو ويضعه في حساباته العسكرية.

وفي سياق متصل، اعتبر خلف أن إلغاء زيارة قائد الجيش اللبناني إلى الولايات المتحدة يعكس موقفاً أمريكياً متحفظاً تجاه أداء الجيش في ملف سلاح المقاومة، رغم تقديم القيادة العسكرية اللبنانية تقارير مفصلة حول انتشارها جنوب الليطاني. وأوضح أن الجيش اللبناني “غير قادر ولا مستعد” لخوض أي مواجهة مع حزب الله، وأن واشنطن وتل أبيب تسعيان إلى خلق توتر داخلي عبر الدفع نحو صدام بين الطرفين.

وخلص خلف إلى أن حزب الله ما يزال يتمتع بقدرات عسكرية عالية، وأن أي محاولة لفرض مواجهة داخلية أو عسكرية عليه “ستقابل بمفاجآت كبيرة”، مؤكداً أن ميزان القوى على الأرض لا يسمح لإسرائيل بأي مغامرة برية واسعة في المرحلة الحالية.

ميون؛ صاروخ يمني لاتمتلك مثيله في المنطقة سوی ايران

وكشف الخبير الأمني والاستراتيجي الفريق الركن عبد الكريم خلف عن مواصفات صاروخ "ميون" اليمني، الذي يحمل اسم أهم جزر اليمن في منتصف مضيق باب المندب، جاء الإعلان عنه بعد تجربة ميدانية ناجحة أثارت صدمة لدى القوات الأجنبية في البحر الأحمر.

وأوضح خلف أن الصاروخ يُعد أول سلاح بحري يمني بعيد المدى من نوع أرض–بحر، بحر–بحر، وبحر–أعماق، بقدرة تصل إلى ألف كيلومتر، تغطي مناطق حساسة تشمل باب المندب، منتصف البحر الأحمر، السواحل السعودية، والبحر العربي باتجاه جنوب شرق إفريقيا، وهي ممرات مائية استراتيجية للتجارة العالمية.

وتابع أن الصاروخ يتمتع بتقنيات مناورة متقدمة، تتيح له اختيار أكثر من زاوية للهجوم على الهدف، وضرب نقاط ضعفه بدقة، إضافة إلى رأس حربي شديد الانفجار قادر على تعطيل السفن. كما يملك قدرة على تفادي منظومات الدفاع الجوي والطيران المنخفض، بفضل مستشعرات متطورة تتعامل مع سطح البحر على مختلف الارتفاعات حتى بلوغ الهدف.

وبيّن الفريق أن الصاروخ يمكن إطلاقه بثلاثة أساليب: من الساحل، أو من على متن سفينة، أو من غواصة، وحتى من قواعد برية ثابتة أو متحركة. ويعتمد في بداية الرحلة على الوقود الصلب، ثم ينتقل إلى الوقود السائل، ما يمنحه مرونة عالية في تغيير المسار أثناء الطيران، وإمكانية الدوران حول الهدف لضربه من اتجاهات مختلفة إذا لزم الأمر.

وأشار خلف إلى أن هذه المواصفات تقارب قدرات الصاروخ الإيراني "أبو مهدي المهندس" بمدى ألف كيلومتر، لكنه أكد أن مثل هذه التقنية غير متوفرة لدى أي من الدول المطلة على البحر الأحمر، بما فيها الكيان الإسرائيلي.

وفي مقارنة مع بقية الصواريخ اليمنية، أوضح أن "ميون" هو الأول الذي يجمع بين المدى الطويل، المناورة، والطيران المنخفض الذي يصعّب رصده، وحتى عند كشفه يمكنه تعديل مساره نحو نقطة أخرى في الهدف.

ولفت خلف إلى أن اليمن يمتلك حالياً 14 نوعاً من الصواريخ، منها فرط صوتية وصواريخ كروز، وأن بعضها يصل إلى سرعة 16 ماخ (نحو 20 ألف كم/س)، وهي قدرة لا تمتلكها سوى روسيا وإيران وأنصار الله، ما يوفر قوة ردع عسكرية واقتصادية في آن واحد، من خلال القدرة على التأثير في خطوط الملاحة العالمية وإعادة رسم معادلة التوازن العسكري في المنطقة.

جهاز الشاباك الحاكم الحقيقي للكيان الإسرائيلي

قال كبير معلّقي صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية إنّ رئيس الشاباك هو الحاكم الحقيقي لإسرائيل. وأشار إلى أنّ الشاباك، ورغم كونه ربما أصغرَ الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية الثلاثة، إلا أنّه الأكثر حضوراً وتأثيراً في اتخاذ القرار السياسي والعسكري الاستراتيجي، ولا يمكن تمرير أي قرار يتعلق بالنزاع مع الفلسطينيين دون موافقة رئيس الجهاز.

ويتبع الشاباك مباشرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي. وكلمة "شاباك" هي اختصار لعبارة "خدمة الأمن العام"، ويُطلق عليه أيضاً "شي بيت".

ودافيد بن غوريون، أول رئيس وزراء لإسرائيل، هو من أسّس الشاباك عام 1949 من عدد من أفراد عصابة "الهاغاناه" التي مارست مختلف أشكال التطهير العرقي والإبادة والقتل الجماعي بحق الفلسطينيين عام 1948.

والمهام الأساسية للشاباك تتمثل في الحفاظ على الأمن الداخلي الإسرائيلي، وحماية المؤسسات الرسمية والحساسة داخل إسرائيل، إضافةً إلى حماية بعض الشخصيات السياسية والرسمية، والكشف عن الجواسيس داخل الكيان الإسرائيلي. وتشمل مهماته أيضاً التحقيق، ومكافحة التجسس، وجمع المعلومات، وإحباط عمليات المقاومة الفلسطينية قدر الإمكان قبل وقوعها، واعتقال الفلسطينيين أو قتلهم.

ويعتمد الشاباك بشكل متزايد على التكنولوجيا، وتشكل وحداته التكنولوجية نحو ربع قوته. وفي عام 2023 أنشأ منصةَ ذكاءٍ اصطناعي مشابهة لـChatGPT، ساعدت في الكشف عن العديد من التهديدات الداخلية. لكن، ورغم كل المهام الحساسة والسرية، ورغم النجاحات التي حققها في كثير من الحالات، بما في ذلك اغتيال واعتقال قيادات فلسطينية معروفة، إلا أنّه فشل في منع عملية "طوفان الأقصى"، كما فشل في الكثير من عمليات المقاومة السابقة والراهنة.

ويرى بعض المراقبين أنّ هناك ثغراتٍ في الجهاز، أو أنّ الفلسطينيين باتوا أكثر قدرة على التعامل مع الأساليب التكنولوجية والمعلوماتية والتحصّن ضدها من أجل استمرار عمليات المقاومة داخل فلسطين.

والإنسان عموماً لا يمكن أن يُنجز عملاً كاملاً دون نقص. وقد كان هناك دائماً مبالغة في تصوير قوة الكيان الإسرائيلي العسكرية والسياسية والاقتصادية، لكنّ كل ذلك انهار يوم 7 أكتوبر، كما يؤكده سياسيون داخل إسرائيل وخارجها، سواء من الدول الصديقة للكيان أو المناهضة له. ولهذا تتكشف الثغرات شيئاً فشيئاً، وتكبر كلما وُضعت تحت المجهر.

وتأسس الشاباك فعلياً بعد عام 1948، وانتشر في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة. ويعمل فيه مئات الضباط الاستخباراتيين الميدانيين، والمحققين، والعناصر العملياتيين، والمحللين، وخبراء التكنولوجيا، إضافة إلى طواقم الإدارة وضباط الأمن والحراسة. ويتكون الجهاز من عدة مناطق وأقسام، لكل منها وظيفة محددة، منها: منطقة القدس والضفة الغربية، والمنطقة الشمالية (التي تشمل التعاون الاستخباراتي حول الملفات المشتركة بين لبنان وفلسطين)، والمنطقة الجنوبية التي يقع مقرّها في عسقلان. ولدى الشاباك أقسام متخصصة، مثل القسم العربي الذي يُعدّ الأكبر، ومهمته اكتشاف الخلايا والتنظيمات داخل المجتمع الفلسطيني في أراضي 48، إضافة إلى قسم التجسس المضاد الذي يُعرف بالقسم اليهودي أو "غير العربي"، وقسم الحماية الذي يضم وحداتٍ رسمية لحماية الشخصيات والوفود والطائرات الرسمية، إضافةً إلى قسم التحقيقات وغيره من الأقسام المهمة.

ويُذكر أن المجتمع الإسرائيلي نفسه يعاني من العنصرية والانقسامات بين اليهود الشرقيين والغربيين، ما يفسّر وجود قسم خاص داخل الشاباك لمتابعة هذه الفئات أيضاً، إلى جانب متابعة المجتمع العربي. فالشاباك معنيّ بكل تفاصيل الداخل من أجل حماية ما يُسمى "أمن إسرائيل" الداخلي، بينما يتولى الموساد المهام الخارجية.

وأشار التقرير أيضاً إلى حدوث عملية فاشلة نفّذها الشاباك لأول مرة خارجياً، تمثلت في محاولة اغتيال قيادات فلسطينية في قطر، وهي مهمة كانت سابقاً ضمن اختصاص الموساد. لكن الشاباك تبنّى العملية وانتهت بالفشل، ما شكّل ضربةً له في مجال العمليات الخارجية. كما فشل الجهاز في كثير من محاولات جمع المعلومات ضد الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة وخارجها.

المزيد من التفاصيل في سياق الفيديو المرفق...

0% ...

آخرالاخبار

شاهد..حماس حاولت أسر بن غفير..كيف ومتى؟!


تفاصيل جديدة عن هوية ودوافع منفذ عملية تدمر+صورة


ما هو موقف إيران من هجوم سيدني؟


حلتا.. حيث تصمد القرى على سفوح الكرامة


ضربة قضائية لنتنياهو..العليا تلغي قرار إقالة المستشارة القضائية


إمكانية هدنة طويلة الأجل بين حماس والاحتلال ضمن الثوابت+فيديو


حادث سيدني: نتنياهو عامل مزدوج في صناعة الكراهية


شاهد.. شاب غزّي يلجأ لبناء منزل من طين


إيران ترد على تصريحات وزير الخارجية اللبناني الأخيرة


وزير الخارجية المصري يكذب الإحتلال الإسرائيلي