واستعرض سالاريه مسار تطور الصناعة الفضائية منذ بدايات سباق الفضاء بين الشرق والغرب في منتصف القرن الماضي، وصولاً إلى دخول دول جديدة مثل الصين وتزايد الاستخدامات الاقتصادية والتقنية للأقمار الصناعية.
محطات تطور الفضاء الإيراني
وقال سالاريه إن صناعة الفضاء في إيران بدأت فعلياً بعد الحرب المفروضة على ايران من جانب نظام صدام، بالتوازي مع تطور الصناعات الصاروخية والإلكترونية، مشيراً إلى تأسيس منظمة الفضاء في العقد الأول من الألفية بهدف تنسيق السياسات وإدارة المشاريع الوطنية.
وأشار إلى أن إطلاق قمر "أميد" عام 2009 شكل نقطة تحول في القدرات الفضائية الإيرانية، تلاها تطوير أقمار جامعية مثل "شريف" و"أميركبير" و"نويد" و"ظفر"، التي تطورت دقة تصويرها من مئات الأمتار إلى بضع أمتار.
تقدم في منصات الإطلاق ودور القطاع الخاص
وأوضح رئيس منظمة الفضاء أن إيران طورت خلال السنوات الأخيرة عدة منصات إطلاق محلية، من بينها الصاروخ "سيـمُرغ"، كما دخل القطاع الخاص بقوة إلى مجال تصنيع الأقمار الصناعية، حيث يُعد قمر "کوثر" أول قمر صناعي محلي يُصنع بالشراكة مع شركات خاصة.
وكشف سالاريه عن تقدم العمل في مشروع منظومة "الشهيد سليماني" للأقمار الصناعية ذات النطاق الضيق، المخصصة لخدمات إنترنت الأشياء ونقل البيانات في الظروف الطارئة، بالتعاون بين شركات حكومية وخاصة.
مركز فضائي جديد في چابهار
وأضاف أن القاعدة الفضائية في چابهار—التي يجري إنشاؤها منذ عام 2023—ستُعد إحدى أهم منصات الإطلاق في غرب آسيا، ومن المقرر أن يشهد هذا العام أول إطلاق تجريبي منها.
إنجازات حديثة وإطلاقات متتالية
وأكد سالاريه أن قمر "ظفر 2" سيُطلق خلال العام الجاري، في حين دخل قمر "ناهيد 2"-أول قمر اتصالات إيراني- مدار الأرض في أغسطس 2025. كما نجح صاروخ "قائم 100" في ثاني إطلاق متتالٍ له عام 2024، حاملاً القمر البحثي "چمران 1".
وأشار كذلك إلى أن قمري "کوثر" و "هدهد"-اللذين صُنعا بالكامل من قبل شركات خاصة-أُطلقا إلى المدار عبر منصة روسية، وهو ما يعكس سرعة نمو القطاع الفضائي المحلي وزيادة قدرته التنافسية.