في تطور لافت للمشهد السياسي في الولايات المتحدة، استقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رئيس بلدية نيويورك المنتخب زهران ممداني داخل البيت الأبيض، بعد فترة من التوتر الحاد بينهما.
وعلى الرغم من الحرب الكلامية التي تبادلها الطرفان خلال الأشهر الماضية، كان المشهد داخل المكتب البيضاوي مختلفاً تماماً. فقد خفف الرئيس من لهجته قبيل وصول ممداني ورحّب به بحرارة، وأشاد بفوزه في انتخابات رئاسة بلدية نيويورك، مؤكداً أن ما يجمعهما أكبر من خلافاتهما، وأن نجاح ممداني في إدارة المدينة سيجعله سعيداً.
وقال ترامب: "أبلي بلاء حسنا في السباق الانتخابي ضد منافسين أقوياء وأذكياء للغاية. اتفقنا على أمور فاقت ما كنا نتوقعه. لدينا شيء واحد مشترك: نريد الأفضل لنيويورك التي نحبها. كلما حقق أداء أفضل كلما زادت سعادتي وسوف نساعده لتحقيق حلم الجميع، سأشعر بالأمن للعيش في نيويورك وممداني هو العمدة".
هذا التقارب يأتي بعد أشهر اتهم فيها ترامب خصمه السياسي بأنه 'مجنون يساري متطرف' و'شيوعي'، 'كاره لليهود'، فيما انتقد ممداني سياسات الرئيس خاصة المتعلقة بالهجرة وتعزيز سلطات إنفاذ القانون في المدينة التي يشكّل المهاجرون قرابة 40 بالمئة من سكانها.
ممداني، الذي طلب عقد اللقاء لمناقشة قضايا السكن وتكاليف المعيشة والسلامة العامة، وصف الاجتماع بأنه مثمر ومبني على رؤية مشتركة لمستقبل المدينة، التي يبلغ عدد سكانها نحو ثمانية ملايين وخمسمئة ألف نسمة ويعاني معظمهم من ارتفاع كبير في أسعار الإيجارات والسلع الأساسية.
وقال ممداني: ما أقدره حقا بشأن الرئيس هو أن الاجتماع الذي أجريناه لم يركز على مواضيع الخلاف، التي هناك الكثير منها، وركز أيضا على الهدف المشترك الذي يجمعنا في خدمة سكان نيويورك.
ويُعد ممداني، البالغ من العمر 34 عاماً، أول مسلم وأول أمريكي من أصول جنوب آسيوية يتولى رئاسة بلدية نيويورك. وهو تعهد بالتركيز على خفض تكاليف السكن والبقالة ورعاية الأطفال والمواصلات، وهي ملفات تمسّ الحياة اليومية لملايين السكان في نيويورك.
وسيتسلم ممداني مهامه في الأول من يناير، في وقت تترقب فيه الأوساط السياسية كيف ستتطور علاقته مع البيت الأبيض خلال المرحلة المقبلة خصوصاً وان ترامب كان قد هدد بوقف التمويل الفدرالي للولاية اذا ما فاز ممداني في الانتخابات.