يأتي ذلك بعد تصريحات اعتبرها مراقبون "خطيرة" أدلى بها النائب "يوجين فيندمان"، الذي وصف المكالمة بأنها "صادمة" وتنطوي على "مقايضة".
وقال فيندمان، خلال مؤتمر صحفي شاركت فيه أرملة الصحفي الراحل جمال خاشقجي، حنان العتر "تستحق عائلة خاشقجي والشعب الأمريكي معرفة ما جاء في تلك المكالمة".
فيندمن، وهو ضابط متقاعد في الجيش الأمريكي وعمل سابقا في مجلس الأمن القومي، أوضح أن وظيفته في عام 2019 كانت مراجعة المكالمات السرية، لكنه رفض الكشف عن مضمون المكالمة لكونها مصنّفة.
ومع ذلك، أشار بوضوح إلى أن فحواها تضمن "عرض خدمة مقابل شيء ما"، وهو ما يلمّح إلى احتمال وجود صفقات سياسية ذات حساسية عالية بين الطرفين.
مكالمة غامضة وسط علاقات شخصية وثيقة
وبحسب تقارير إعلامية، يعتقد أن المكالمة جرت في 21 يونيو/حزيران 2019، في وقت كانت فيه العلاقات الأمريكية السعودية تشهد تقاربا كبيرا، وتزامنت مع توترات واشنطن مع إيران وملفات متعلقة بأسعار النفط.
وكان ترامب قد استقبل ولي العهد السعودي حينها في البيت الأبيض بأجواء وصفها مراقبون بـ"الحفاوة الاستثنائية"، ودافع عنه في قضية اغتيال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول عام 2018، رغم أن وكالات الاستخبارات الأمريكية خلصت إلى أن ابن سلمان وافق على العملية.
وقال ترامب في حينه إن ولي العهد ربما لم يكن على علم بالجريمة، مؤكدا أن الولايات المتحدة ستظل "شريكًا مخلصًا" للرياض، وأنه لن يعرّض عقود السلاح مع الرياض للخطر.
مطالبات من الكونغرس بنشر نص المكالمة

فيندمان، الذي يمثل ولاية فيرجينيا حيث كان خاشقجي يقيم قبل مقتله، انضم إليه عشرات النواب الديمقراطيين هذا الأسبوع في التوقيع على رسالة تطالب البيت الأبيض بنشر نص المكالمة كاملة.
وأشار فيندمان إلى أنه خلال عمله في مجلس الأمن القومي كان قلقًا من مكالمتين اثنتين: مكالمة ترامب بالرئيس الأوكراني زيلينسكي التي أدت إلى أول مساءلة في تاريخ رئاسة ترامب
المكالمة "الصادمة" مع ولي العهد السعودي
وتجدر الإشارة إلى أن شقيقه التوأم، ألكسندر فيندمان، لعب دورا أساسيا في الإبلاغ عن مكالمة زيلينسكي عام 2019، التي اتُّهم فيها ترامب بالضغط على أوكرانيا للتحقيق مع جو بايدن، منافسه في انتخابات 2020.
رد البيت الأبيض
وفي تعليقه على تصريحات فيندمان، قال مدير الاتصالات في البيت الأبيض ستيفن تشيونغ، في رسالة إلكترونية لوكالة رويترز:
“فيندمن نائب هامشي متذمر لا يأخذه أحد على محمل الجد… إنه كاذب متسلسل.”
وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار الضغوط الحقوقية والدولية على السعودية للكشف عن ملابسات اغتيال خاشقجي، وسط اتهامات للإدارة الأمريكية السابقة بالتغطية على دور ولي العهد السعودي.