وتابع بريك في مقال نشره في صحيفة هاآرتس العبرية اليوم الاثنين: هذه المستويات فقدت الشعور بالخجل والخضوع، وهم يتصرفون بوقاحة وفساد وتهرب من المسؤولية بدون خوف من الرأي العام أو القانون. هناك شعور بالتدهور الأخلاقي والإداري في أعلى مراتب صنع القرار، لأنه يفضل القادة الاعتبارات الشخصية أو الشعبوية على القيادة المسؤولة والشجاعة.
وأضاف: بدلاً من أن يتولى القادة السياسيون وكبار الضباط العسكريين القيادة، ويتخذون قرارات جريئة، ويضعون رؤية واضحة (حتى لو لم تكن شعبية)، يبدو أنهم يسيرون قدماً، لكنهم ينظرون باستمرار إلى الخلف (إلى الاستطلاعات أو وسائل الإعلام أو الرأي العام أو الاعتبارات السياسية الضيقة)، ليروا إلى أين يريد الشعب أو “القائد” أن يصل. النتيجة، أن القيادة تصبح مقادة وتتميز بعدم الشجاعة والخوف من رسم مسار والعيش في اللحظة الراهنة بدون رؤية المستقبل.
واوضح بريك: هذا الوضع يعرض دولة إسرائيل للخطر. الدولة الأكثر تهديداً في العالم. الجيش البري في وضع هو الأصعب له منذ قيام الدولة. ما حذرت منه خلال سنين فيما يتعلق بعدم جاهزيته، انفجر في وجهنا في هجوم حماس في 7 تشرين الأول 2023. في السنتين الأخيرتين، منذ بدأت حرب “السيوف الحديدية” لم يتم استخلاص أي درس، والجيش يواصل تدهوره بوتيرة متسارعة. هو غير قادر على حماية مواطني الدولة في الحرب الإقليمية القادمة (التي ستندلع آجلاً أم عاجلاً)، ولا يستطيع الحسم حتى ولو في جبهة واحدة.
وأشار: الوضع خطير إلى درجة أن ضباطاً بأيديهم الكثير من السلاح، يمكنهم الخروج إلى الشوارع في المدن والبلدات، وأن يجروا فيها المحاكمات. المشاغبون يمكنهم أيضاً الدخول إلى معسكرات الجيش البري ومعسكرات سلاح الجو، التي هي غير محمية، وربما لن يكون بإمكاننا وقفهم. كل ذلك لأنه لم يتم إنشاء حرس وطني، وليس هناك قوات للدفاع عن معسكرات الجيش. وهذا حتى قبل أن نأخذ في الحسبان الحرب التي قد تندلع على طول حدود الدولة.
وتابع الجنرال الاسرائيلي المتقاعد: جنود الاحتياط الذين يخدمون في معسكرات الجيش يرسلون لي مقاطع فيديو يصورونها، تظهر خراباً لا يصدق في المعسكرات والمستودعات. الذخيرة والمعدات متناثرة في كل زاوية، بدون حراسة (لا يوجد ضباط أو جنود في مستودعات الطوارئ بسبب تخفيض هائل في القوة العاملة المهنية في السنوات الأخيرة، التي أجريت لتقليص الرواتب). المعسكرات بدون حراسة، والأسوار مخترقة، وسرقة السلاح والذخيرة تنتشر على نطاق واسع، وبالكمية الهائلة من السلاح الذي في أيدي البدو يمكن تشكيل فرقتين.
وأضاف: المستوى السياسي منفصل تماماً، والمستوى العسكري يكذب ويخفي الحقيقة عن الجمهور. ما حدث وراء الأبواب المغلقة لا يقارن بما سيحدث في الحرب الإقليمية القادمة.
ونوه الى ان: في ظل هذه الظروف، نعيش في زمن مستقطع، وليس لدينا من نتحدث معه. الجمهور في معظمه غير مكترث، مثلما حدث للشعب اليهودي قبل تدمير الهيكل الأول والهيكل والثاني، ومثلما لم يستمع اليهود إلى التحذيرات الجدية قبل المحرقة. هناك متغطرسون كثيرون ومتبجحون وكل ما يقولونه عن تحذيراتي هو: “لا تخوفونا”. لا يهمهم الواقع والحقائق، وبسلوكهم هذا يعرضون الدولة للخطر.
وختم بالقول: إذا واصل الجمهور لامبالاته وسمح لهذه القيادة المستخذية بالاستمرار في قيادته إلى نقطة اللاعودة، فستكون حياتنا محدودة في هذه الدولة، إلى درجة عدم القدرة على البقاء في هذا المكان.