هذه المحاكمة طبعا ليست في المحكمة الجنائية الدولية التي اتهمته بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها في قطاع غزة، بل من محاكمته بتهم الفساد التي تشمل الرشوة المالية والاحتيال وخيانة الأمانة.
وطالب نتنياهو العفو من رئيس الكيان هيرتزوغ، الذي كان عرضة لضغط من دونالد ترامب، الذي كان دعاه في استعراض مسرحي في الكنيست خلال زيارته الأخيرة للعفو عن "الرجل الطيب".
طبعا استعراض ترامب المسرحي آنذاك في الكنيست والطلب من هيرتزوغ العفو عن نتنياهو كان من أكثر العروض إهانة لكيان الصهاينة، الذين تعرضوا لاستباحة قانونية حقيقية كما قال كثيرون منهم.
فكيف يمكن لرئيس دولة أن يتدخل بشأن قضائي داخلي بحت.. وتعريض مقولة الدولة "الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط" التي يروج لها الكيان كاذبا إلى هذه الإهانة.
ولكن هذا لا يهم.. ترامب ونتنياهو مشغولان بالبحث عن إنجازات حربية وعن جرائم ضد الإنسانية جديدة في الشرق الأوسط، كما لمح نتنياهو نفسه في طلب العفو، وكأنه لم تكفه الجرائم التي ارتكبها.
منذ أحرج الرئيس الأميركي بطلب من نتنياهو الرئيس الإسرائيلي في زيارته الأخيرة لإسرائيل في الكنيست حيث طلب منح نتنياهو العفو وإنهاء المحاكمة كان واضحاً أن هذا هو التوجه لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي ليقدم طلباً رسمياً للرئيس الإسرائيلي.
وكان نتنياهو قد قال في خطاب: "لقد انتخبت مرة تلو الأخرى رئيسا للوزراء، وهناك أهداف تاريخية يجب أن تتحقق.. ولهذا تقدم محامو الدفاع بطلب عفو لرئيس الدولة."
فما هي الأهداف التاريخية التي يريد نتنياهو أن يحققها من خلال العفو.. غير الحروب؟ هل هناك أهداف أخرى؟ ألم يرتكب المجازر في غزة وارتكب المجازر في لبنان وحتى في سوريا وفي اليمن وحتى في إيران.. وكان يحاكم في المحكمة وما زال؟
على كل فإن نتنياهو قال أكثر من هذا.. قال بأن طلب العفو جاء لمصلحة الإسرائيليين ليس لمصلحته الخاصة.. فهو واثق تماما من براءته.. ثقة عمياء.. والعفو سيمكنه من إنهاء الانقسام داخل المجتمع الإسرائيلي والتقدم نحو المصالحة الداخلية.
للمزيد إليكم الفيديو المرفق..