في مشهد يعكس هشاشة الوضع الأمني في سوريا أفادت مصادر رسمية بتعرض محيط مطار المزة العسكري في دمشق لثلاث قذائف مجهولة المصدر دون تسجيل إصابات أو أضرار فيما انتشرت الجهات المختصة وفتحت تحقيقاً عاجلاً لتحديد الجهة المسؤولة.
مصادر ميدانية اشارت إلى العثور على أربع منصات إطلاق بدائية قرب موقع الاستهداف، في مشهد أعاد إلى الأذهان حادثة الشهر الماضي في حي المزة، حيث أصيبت امرأة جراء صواريخ أُطلقت من منصة متحركة.
وجنوبا في ريف القنيطرة شهدت بلدة خان أرنبة وقفة احتجاجية شارك فيها عشرات الأهالي تنديداً بالتوغلات الإسرائيلية المتكررة. الأمر الذي أدى إلى إصابة ثلاثة شبان بجروح متفاوتة برصاص قوات الاحتلال.
ونصبت القوات الاسرائيلية المتوغلة حاجزاً مؤقتاً قريباً من مدخل بلدة خان أرنبة بريف القنيطرة وتزامن ذلك مع مرور رتل أمني سوري مسلح عائد من دمشق، دون ان يكون هناك يا احتكاك بين الطرفين.
وتعكس التوغلات الإسرائيلية في القنيطرة محاولة فرض أمر واقع على الأرض، وسط رفض تل أبيب الانسحاب من المناطق التي احتلتها بعد سقوط نظام بشار الاسد، زاعمة أن هذه الوغلات تأتي لدوافع أمنية ولحماية مستوطنات الجولان فيما يرى مراقبون أنها تهدف الی تفريغ المنطقة من سكانها عبر بث الخوف.
سياسياً، نفى مكتب رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وجود أي تفاهمات بشأن الملف السوري رغم اتصالات شاركت فيها الولايات المتحدة، ما يعد رسالة تعكس جمود المسار الدبلوماسي وتراجع فرص ترتيبات أمنية تقلل الاحتكاك على خطوط التماس.
على الضفة الداخلية، تصاعدت التوترات الطائفية في الساحل والوسط السوري بعد دعوة لإضراب لمدة خمسة أيام من المجلس الإسلامي العلوي الأعلى، على خلفية جريمة قتل موثقة في اللاذقية ذات طابع طائفي، ما أشعل غضباً شعبياً واستنفاراً أمنياً. حيث وثق تسجيل مُصوّر الدقائق الأخيرة من حياة الضحية مراد محرز الذي تعرض لطلق ناري لمجرد أنه علوي.
وبين توترات الحدود وارتجاج الداخل، تبدو سوريا أمام واقع جديد من التشظّي الأمني، وتحديات عديدة ما بين الضغوط الحدودية والتوترات الطائفية الداخلية وغياب الحلول الدبلوماسية.