منذ اللحظة التي ظهرت فيها حماس أواخر الثمانينات، وجدت إيران أن الحركة تجسد خطابًا يقترب من جوهر رؤيتها للصراع: مقاومة الاحتلال، ورفض الهيمنة، وتبني خيار المواجهة المسلحة.
ومع تضعضع الدعم العربي وتراجع بعض العواصم عن احتضان فصائل المقاومة، بقيت طهران الباب الأكثر ثباتًا في تقديم كافة أشكال الدعم. رأت إيران في حماس قوة فلسطينية تمتلك إرادة المقاومة ولا تتردد في خوض المواجهة المباشرة، ما جعل التقارب بينهما أقرب إلى تحالف متدرج.
وقد أثبتت التجربة أن هذا التحالف يتجاوز كل التصنيفات المذهبية؛ لأن معياره كان دائماً موقع كُل طرف من معادلة الصراع مع الاحتلال، من دون أن يجعل حماس يومًا ذراعًا كما يدعي البعض، فالحركة ظلت تمتلك قرارها المستقل رغم كل أشكال التعاون.
هذا التقارب لم يرُقْ لبعض الدول العربية التي نظرت بعين الريبة إلى علاقة الطرفين، ورفضت أن تمتلك حماس هامشًا مستقلاً عن محاورها التقليدية. هذا الموقف غذّى شعور الحركة بأن الهامش العربي يضيق، وأن قدرتها على البقاء قوة مقاومة فاعلة تحتاج إلى حليف يتحمل كلفة المواجهة الفعلية لا الاكتفاء بالتصريحات.
ورغم تصاعد التوترات السياسية خلال مرحلة الأزمة السورية، تواصل التعاون وبرز الدور الحاسم لكتائب عز الدين القسام التي حافظت على خط مفتوح مع فيلق القدس. التواصل العسكري لم ينقطع؛ لأن الطرفين كانا يقرآن الميدان باعتباره البوصلة القادرة على فرز الأولويات، ما جمعهما، أي الإيمان بأن مقاومة الاحتلال هي جوهر الصراع، بقي أقوى من أي خلافات أخرى.
ومع وصول المنطقة إلى طوفان الأقصى، ظهر التحالف في أقوى حالاته. إيران وقفت إلى جانب المقاومة ليكون ذلك تتويجاً لمسار طويل أثبت أن العلاقة بين الطرفين ليست ظرفاً سياسياً، بل بناء تراكميًا. مسار لم يولد من فراغ، بل نما عاما بعد عام حتى بات جزءًا من معادلة الصراع في المنطقة. هنا تطرح التساؤلات عن مستقبل العلاقات في ظل تغير ملامح المشهد الإقليمي.
تساؤلات يجيب عليها ممثل حرکة حماس في لبنان، أحمد عبدالهادي في برنامج "عالمكشوف" علی شاشة قناة العالم.
شاهد الفيديو المرفق..