ويأتي القرار وسط اتهامات متبادلة: من جهة، برّر وزير الحرب الإسرائيلي "يسرائيل كاتس" الإغلاق بأنه جاء نتيجة نشر الإذاعة "محتوى سياسي يثير الانقسام" ولا يمثل الجنود والمدنيين، زاعما أن الإذاعة أضرت بالمعنويات خلال الحرب الأخيرة. ومن جهة أخرى، حذرت المستشارة القضائية غالي باهاراف-ميارا من أن الإغلاق قد يمهّد لـ"تدخل سياسي في البث العام" ويهدد "حرية التعبير"، معتبرة أن القرار "لا يحترم المعايير القانونية".
ويُظهر هذا التحرك التوازن الدقيق بين "الأمن المزعوم" و"السيطرة السياسية" على "الإعلام"، لا سيما في سياق استعداد الكيان الإسرائيلي للانتخابات المقبلة، حيث يرى مراقبون أن الحكومة الحالية تسعى لتقليص أي صوت نقدي داخل القطاع العام للمرئي والمسموع، بما في ذلك الإعلام العسكري.
ويأتي القرار في ظل احتجاجات المعارضة، أبرزها من يائير لابيد، الذي اعتبر الإغلاق محاولة للتحكم بالعقول والسيطرة على الرأي العام، مؤكدًا أن الحكومة عاجزة عن مواجهة الواقع فتختار التحكم بالإعلام.
وتعكس خطوة إغلاق "إذاعة الجيش الإسرائيلي" الصراع المتصاعد بين "المؤسسات القضائية والإدارية"، وبين "حرية الإعلام" و"السيطرة السياسية"، في وقت يعاني فيه المشهد الإعلامي داخل الكيان من ضغوط متزايدة على خلفية توترات سياسية وأمنية مستمرة بفعل سياسات الاحتلال.