وأظهرت بيانات دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية أن أكثر من 30 ألفاً من النخبة العلمية غادروا الكيان المحتل لفلسطين، في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ هذا الكيان المؤقت الزائل، وسط مؤشرات على تسارع نزيف العقول نتيجة استمرار العدوان وتداعيات السياسات الحكومية بقيادة النتن نتنياهو.
وكشفت البيانات أن نسبة الأكاديميين المهاجرين باتت تفوق عدد القادمين، ما يشكل تهديداً استراتيجياً للمؤسسات الأكاديمية ولمستقبل البحث العلمي داخل كيان الاحتلال.
وبحسب الإحصائيات الرسمية التي تحدث عنها دائرة الإحصاء، فإن نحو ربع عدد الأكاديميين الذين يحملون شهادة الدكتوراه انتقلوا للعمل والعيش خارج فلسطين المحتلة خلال السنوات الثلاث الماضية، ومعظمهم هاجروا بعد اندلاع العدوان على غزة، وإن أغلب الأكاديميين المهاجرين من الكيان، هم شبان ومن بلدات مستقرة، وخاصة من منطقة تل أبيب ووسط الكيان، وسُجل ارتفاع في هجرة الباحثين عموماً الذين بإمكانهم تطوير الاقتصاد ومجال الأبحاث في داخل الكيان، وانتقلوا للعمل والعيش في خارج فلسطين المحتلة.
اقرأ وتابع وشاهد المزيد:
ووفقاً لهذه الإحصائيات، فإن أعلى نسبة مهاجرين كانت من بين حملة شهادة الدكتوراه في الرياضيات، ثم من الذين يحملون شهادة الدكتوراه في علوم الحاسوب، ومن المتخصصين في علم الوراثة، وعلم الأحياء الدقيقة، والفيزياء، والكيمياء، وأخيراً حملة شهادة الدكتوراه في هندسة الكهرباء والبيولوجيا، وهم يعيشون ويعملون حالياً خارج فلسطين المحتلة.
تأثير الحرب على الاقتصاد الداخلي
وأشارت الإحصائيات إلى أن عدوان الإبادة على غزة أسفر عن توقف حركة البناء في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومغادرة 80 ألف عامل، وإغلاق 60 ألف شركة، ما أدى إلى انكماش الاقتصاد الإسرائيلي بنسبة 5.7% وهذا التراجع الاقتصادي ضاعف الضغط على الكفاءات، وساهم في تسريع ظاهرة هجرة العقول نحو الخارج.
وتزامنت الهجرة مع التعديلات القضائية، وارتفاع شعور الأكاديميين بإنعدام الأمان السياسي والمؤسسي، ما أثر على ثقة الباحثين بمستقبل البحث العلمي والعمل الأكاديمي داخل فلسطين المحتلة، وأصبح البحث عن فرص في الخارج خياراً مفضلاً للكثيرين.
التمويل والميزانيات
وأظهرت معطيات وتحليلات عديدة أن سياسات حكومة النتنياهو ساهمت في تقليص ميزانيات التعليم والبحث العلمي بنحو 220 مليون دولار، خلال خمس سنوات، إضافة إلى تراجع الدعم الدولي نتيجة العدوان على غزة، وزيادة منسوب الانتقادات الدولية لهذا الكيان اللقيط، واتهامه بارتكاب جرائم حرب، ما أدى إلى تراجع قدرة الجامعات والمعاهد الإسرائيلية على المنافسة العلمية، وزيادة الاعتماد على التمويل الخارجي.
يشار إلى أن عدوان الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة أسفر عن آلاف الضحايا، في ظل حصار خانق وانهيار غير مسبوق للأوضاع الإنسانية، كما أثار موجة واسعة من الإدانات الدولية واتهامات لإسرائيل بارتكاب جرائم حرب.
المصدر: سانا