احتجاجات أوروبا وأميركا رفض لمنظومة الحياة الرأسمالية

احتجاجات أوروبا وأميركا رفض لمنظومة الحياة الرأسمالية
الأحد ١٦ أكتوبر ٢٠١١ - ٠٦:٠٢ بتوقيت غرينتش

باريس (العالم) 15‏/10‏/2011 – أشار الباحث في العلاقات الدولية قاسم عز الدين أن الاحتجاجات في اوروبا واميركا هي اعتراض على كل منظومة الحياة الرأسمالية، وليس فقط على النظام الاقتصادي.

وقال عز الدين في تصريح خاص لقناة العالم الاخبارية مساء أمس السبت: ان الحركة الاحتجاجية على النظام الرأسمالي انطلقت من اسبانيا ووصلت الى اميركا في وول ستريت، ورجعت الى اسبانيا ومن ثم عممت على العالم.

وأضاف ان مايحصل اليوم هو احتجاج ضد النظام الحياتي الراسمالي، لان المسالة تتعدى زيادة الاجور وهي تراكم عمره حوالي 15 سنة من الحياة الفعلية ومناهضة الحروب وتقسيم العالم.

وأشار الى أن الحركات المناهضة للرأسمالية بدأت عام 1999 في نيويورك وواشنطن، وعادت وتعممت لمدة عشرة سنوات وسميت بالعولمة البديلة وأصبحت هناك مناهضة للحروب والبورصات، وخفتت هذه الحركة بعض الشيء ومن ثم استعيدت على أصداء الثورات العربية.

وأكد وجود بدائل تتمثل بنظام عالمي جديد بدلا من النظام الليبرالي المعولم، وأن المظاهرات ونبض الشارع الذي شهندناه في برلين وايطاليا يوضح ان الحركة الاحتجاجية تحمل في طياتها الاستمرارية، مشيرا الى وجود قوى اجتماعية لها ثقل، ممثلة بالنقابات والاحزاب سيغيرانضمامها طبيعة الصراع.

وأضاف: عندما طرحت مسألة الديمقراطية والتشاركية كان الهدف منها هو الرد على القيم الرأسمالية، والتي مع الاسف سادت الآن في الثورات العربية، فبمجرد انتخاب سلطة واعطائها حرية يجلس الشعب في بيته ويطلب مايتمناه لتحققه له السلطة هذه القيم السطحية التي عمت في كل العالم وخاصة في بلداننا والان نرى مآسيها.

وأشار الى أننا وبدون شك نعيش من منتصف التسعينات نظاما معولما، يدخل في كل تفاصيل حياتنا اليومية وفي سياساتنا وفي طموحاتنا ومستقبلنا، والاحتجاج هو على مستوى العالم لان هناك تعاظم وتلاقي على الاهداف بين الشعوب.

ونوه الى انه يوجد مسار ثوري في المنطقة العربية لايزال في بدايته، ويواجه ثورات مضادة ويواجه معارضات تركب على دماء الشباب لاجهاضها، وهذا المسار بحاجة الى نفس عالمي وعمق لتطرح المسائل بشكل صحيح، وهو بحاجة الى حريات تهدف الى تفكيك التبعية وتوحيد المنطقة والاستقلال عن النظام الرأسمالي.

وعول عز الدين على الحركة الاحتجاجية في اوروبا مشيرا الى أن اميركا لم تكن في حياتها ديمقراطية والتاريخ الاميركي حافل بالقمع، واوروبا هي مكان الازمة وسيكون لحركتها امتداد في الضفة الاخرى من المتوسط (المنطقة العربية) ولابد لهذه الحركة ان تصل الى مسار اخر من الممانعة والمقاومة للنظام الرأسمالي.

ورأى ان الغرب دائما يبحثون عن حلول جزئة، وأنه يوجد مخاطر لمحاولة الغرب تصدير الازمتهم الى الخارج، لان النظام الراسمالي عندما تتأزم الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية يحاول نقلها الى الخارج وهو من خلال طبيعته وترتكيبه يقوم على الحروب

وأضاف ان اميركا والدول الاوروبية منذ 10 سنوات وهي تحاول تصدير أزمتها الى الخارج، في العراق ولبنان وغزة لكنها اصطدمت بواقع امر لان هذه الازمة التي نقلوها الى بلداننا تعودنا عليها وأصبحنا قادرين على ان نخلق القوة من الضعف.

A.D 15- 22:25

?