توقيت ضرب إيران

توقيت ضرب إيران
الثلاثاء ٢٧ ديسمبر ٢٠١١ - ٠٥:٤٢ بتوقيت غرينتش

كتب ماثيو كرونيغ في مجلة فورين أفيرز مقالاً بعنوان "توقيت ضرب إيران"، يشرح فيه لماذا يعتبر أن ضرب الجمهورية الإسلامية هو أقل الخيارات سوءاً.

وفي هذا السياق، يقول الكاتب "لسنوات عدة.. ناقش النقاد وصانعو السياسة الأميركية ما إذا كان ينبغي على الولايات المتحدة مهاجمة إيران ومحاولة القضاء على منشآتها النووية. وقد جادل أنصار الضربة بأن الشيء الوحيد الأسوأ من العمل العسكري ضد إيران سيكون إيران المسلحة نووياً".

في المقابل، أضاف الكاتب "أما المنتقدين فقد حذروا من أن مثل هذه الغارة ستبوء بالفشل على الأرجح، وحتى لو نجحت، فمن شأنها أن تشعل حرباً كاملة وأزمة اقتصادية عالمية. وحثوا الولايات المتحدة على الاعتماد على الخيارات غير العسكرية، مثل الدبلوماسية والعقوبات والعمليات السرية، لمنع إيران من امتلاك قنبلة نووية".

وتابعت المجلة أنه"خوفاً من تكاليف حملة القصف، يرى معظم النقاد أنه إذا فشلت هذه التكتيكات الأُخرى لعرقلة التقدم في طهران، سيكون على الولايات المتحدة ببساطة أن تتعلم العيش مع إيران النووية".

لكن الكاتب يعتقد أن الخيار العسكري هو الأفضل، فيحرض على ضرب الجمهورية الإسلامية، خاتماً مقالته بالقول"إن المشككين في العمل العسكري لا يقدرون الخطر الحقيقي الذي تشكله إيران المسلحة نووياً بالنسبة لمصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وأبعد منه".

وتناولت مجلة فورين بوليسي الموضوع، لكن من بعد آخر، عبر مقال بعنوان "من يعاقب من؟"، تساءلت فيه ما إذا كانت الولايات المتحدة تؤذي نفسها فقط من خلال تصعيدها الضغوط على الجمهورية الإسلامية.

وفي هذا السياق، يرى الكاتب روبين ميلز أن"الاقتصاد الإيراني في حالة سيئة، والبلد لم يكن أكثر عزلة دبلوماسياً من الآن منذ السنوات الأولى للثورة. لكن ينبغي على واشنطن ألا تهنئ نفسها حتى هذه اللحظة".

ويوضح الكاتب أن "العقوبات النفطية هي فكرة سيئة في حال كانت فاعلة، وفكرة سيئة في حال فشلت. فإذا نجحت العقوبات، سوف يُعاقَب حلفاء الولايات المتحدة وبعض الدول الضعيفة اقتصادياً، مثل اليونان، وسوف تعاني من انقطاع النفط في الوقت الذي لا تستطيع تحمله".

ويضيف الكاتب أنه "أو في حال "نجاح" العقوبات أكثر، وتوقف صادرات إيران بالفعل، سوف ترتفع أسعار النفط، ما يؤدي الى إغراق العالم في ركود جديد. ويمكن أيضاً أن ترد طهران بتخريب المنشآت النفطية في دول الخليج المجاورة، وإثارة المتاعب عبر وكلائها في مركز صناعة النفط العراقية في البصرة. ويمكن لإيران المعزولة تحمّل لعبة خطرة مع الاقتصاد العالمي".

 غير أن الكاتب يتوقع للعقوبات أن تفشل، فيقول "لكن على الأرجح، ستفشل العقوبات النفطية، وسيكون قدر كبير من رأس المال الدبلوماسية قد أنفق بدون جدوى. اليابان وكوريا الجنوبية، مثلاً، كلاهما يعتمد على إيران بنسبة 10 بالمئة من واردات النفط الخام.. وتركيا جددت عقداً طويل الأمد الأربعاء الماضي".

ويعتقد الكاتب أن "النجاح يتطلب بالتالي براعة دبلوماسية وفهماً للسياسة الإيرانية لا يزال غائباً حتى الآن".

وينتهي الكاتب إلى إسداء نصحية مفادها "تجاهل كل الصياح القادم من واشنطن.. ربما أُضعف موقف إيران، لكن رغم خطورة سياسة حافة الهاوية التي تضع الاقتصاد العالمي على المحك، فإن اللعبة لا تزال أساساً في طريق مسدود".