شيخ الأزهر: الشريعة الإسلامية خط أحمر لا يجوز المساس بها

شيخ الأزهر: الشريعة الإسلامية خط أحمر لا يجوز المساس بها
الثلاثاء ٣١ يناير ٢٠١٢ - ٠١:٥٣ بتوقيت غرينتش

اعتبر شيخ الازهر احمد الطيب المادة الثانية من الدستور المصري حول الشريعة الاسلامية بانها خط احمر لا يمكن المساس بها، وقال إن الشعوب جربت أنظمة الحكم بجميع أشكالها وفقدت الثقة في كل الأنظمة الاستبدادية التي كان يدعمها الغرب.

وخلال استقباله وزير الاقتصاد والمالية السابق وستة من البرلمانيين الفرنسيين يصاحبهم السفير الفرنسي بالقاهرة رحب شيخ الازهر بالوفد الفرنسي قال الطيب : إن الأزهر كمركز لضمير الأمة والروحي والديني نهض منذ سنتين " قبل الثورة وبعدها  " لإيجاد فكر جديد متجدد لرسالة الأزهر اتجاه المصريين والعرب والمسلمين واتجاه العالم ايضًا وهذه الرسالة تتلخص في ارساء دعائم الفكر الديني الوسطيّ المعتدل اضافة الى إرساء دعائم الديموقراطية والحرية التي تؤدى إلي السلام الاجتماعي الذي يعم الجميع بدون تفرقة أو تمييز .

وقد وفقنا الله سبحانه وتعالى-  وبخاصة بعد الثورة المباركة - لتحقيق كثير من المكاسب على كل الصعد . على المستوى الوطني والعربي والإسلامي والعالمي فبيت العائلة مثلاً يقوم باستعادة روح الأخوة والمودة بين أبناء الوطن الواحد وذلك بطرق غير تقليدية كما أن الأزهر يعمل بكل بقواه من أجل جمع كل الفرقاء السياسيين والمفكرين وشباب الثورة من أجل الوصول إلى مستقبل واعد لمصر الثورة وقد توصلنا إلى نتائج أعتقد أنكم لمستموها بأنفسكم . وعلى النطاق العربي والإسلامي قام الأزهر بواجبه في الاهتمام بمختلف القضايا العربية والإسلامية وبخاصة دول الربيع العربي . وعلى النطاق العالمي يعمل الأزهر جاهدا على بث روح الاحترام بين مختلف الحضارات وهنا واجهته وتواجهه كثير من العقبات وعلى رأسها الكيل بمكيالين عند الغرب والسلام غير العادل في القضية الفلسطينية .

وعن سؤاله عن المادة الثانية من الدستور قال الطيب : هذه المادة خط أحمر، فهى تعبر عن هوية وحضارة الأمة المصرية وهذه الخاصية يجب ان تحترم من الجميع فالشريعة الإسلامية هي رحمة للمسلمين وغير المسلمين  .?

وعند سؤال من أحد النواب عن جهود الأزهر في الوقت الراهن قال الطيب: لقد أوجدت لنا ثورة 25 يناير مناخا صالحا من الحرية فبادر الأزهر الشريف إلى وضع الوثائق الضرورية التي ترشد الأمة بكاملها إلي النهوض الفكري الذي يليق بشعب مصر المبدع، والحمد لله فإن أغلب الأطياف السياسية والفكرية والدينية والشبابية " شباب الثورة "  ارتضوا هذه الوثائق ووقعوا عليها وتقبلتها الأمة بالقبول الحسن .

وعن سؤاله عن نتائج الانتخابات البرلمانية قال شيخ الازهر : إنني أرحب باختيار الشعب فشعب مصر شعب واع ولا مبرر لبعض التخوفات التي يبديها البعض وقد أثبت إخوانناً في الحرية والعدالة وفي النور وسائر التشكيلات السياسية أنهم على مستوى المسؤولية والشعب رقيب - بعد الله-  عليهم .

وأضاف أن الدولة الإسلامية تضمن حقوق غير المسلمين وبخاصة في قضايا الميراث، وأنا شخصيا عندما كنت مفتياً كان كثيرا من المواطنين المسيحيين يلجؤون إلي في دار الافتاء بمحض ارادتهم للاستفتاء في قضايا الميراث .

وعن سؤال عن الأديان قال : إننا في مصر عندما نتحدث عن الأديان فإننا نتحدث عن الأديان السماوية الثلاثة فقط وهي المعترف بها فى مصر .

وأجاب الطيب عن سؤال اتجاه الشعب نحو التصويت للإسلاميين قال الإمام :  إن الشعوب جربت أنظمة الحكم بجميع أشكالها وفقدت الثقة في كل الأنظمة الاستبدادية التي كان يدعمها الغرب وتتجاهل أصوات الجماهير في وقت التصق فيه الإسلاميون بالجماهير وكانوا أكثر تعبيرًا عن واقعهم وآمالهم ولهذا نجحوا في كسب الثقة .

وأضاف: إن الإخوان المسلمين مثلاً لا خوف منهم لأن حزبهم ديموقراطي ووقعوا على جميع الوثائق التي صدرت عن الأزهر ويلعبون الآن دوراً توافقياً ممتازاً في البرلمان وبصفة عامـــة " هم في امتحان صعب "  أرجو أن يوفقوا في اجتيازه بسلام يعود على مصر بالخير والنفع .

وفي سؤال عن حركة حماس قال الشيخ احمد الطيب إن الكيان الصهيوني متعنت ولا يسعى إلى السلام الحقيقي ، بل أزعم أنه كاذب في كل ما يدعيه من سعي لإقامة  الدولتين بسلام  ومن أسف النظام الغربي يدعم الكيان الصهيوني بقوة، والتاريخ علمنا الظلم لا يدوم، وأنا أذهب بعيدا فأقول رداًَ على سؤال أحدكم عن دور حماس في هذا السلام، إن الغرب مطالب بفتح حوار مع الكل بما فيهم حماس فالحوار لا ينبغي أن يستثنى البعض أو يقصيهم فسياسة الاقصاء لا تفيد أبدا .

وعن علاقة الأزهر بالفاتيكان .. قال شيخ الازهر : إن علاقتنا مع الفاتيكان كانت طيبة في الماضي وخاصة في عهد البابا يوحنا بوليس الثاني ، إلى أن فوجئ المسلمون بالخطابات العنيفة غير المبررة من طرف قيادة الفاتيكان، وقد ضبطنا أنفسنا ولم نرد الإساءة بمثله ولكنننا وجدنا اصرارا من القيادة هناك،  فقطعنا العلاقات حتي يعتذر البابا .