المحاكمة لصالح ورموز نظامه ولا شيء سوى ذلك، هي ما هتفت به الحشود في شارع الستين وسط صنعاء في جمعة أطلقوا عليها "وفاء لشهداء الكرامة سنحاكم القتلة"، في إشارة إلى الإحتفاء بالذكرى الأولى لحادثة "جمعة الكرامة" قبل نحو عام.
وقال القيادي في الثورة الشبابية الشعبية محمد العسل لقناة العالم الإخبارية: "في جمعة عهدا لشهداء الكرامة سنحاكم القتلة، أردنا أن نرسل رسالة الى الرئيس المخلوع السفاح، أن شباب الثورة باقون في الساحات لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نتخلى عن الساحات حتى يقدم علي عبد الله صالح وأبناءه وأفراد عائلته للمحاكمة على جرائمهم".
وقد شهدت موقعة مجزرة جمعة الكرامة أو ما باتت تعرف بجولة الشهداء داخل ساحة التغيير، تظاهرات مماثلة حملت مسمى "البراءة ممن حصن قتلة شهداء الكرامة"، دعت إليها مكونات وتنظيمات ثورية رافضة لإتفاق الرياض وكلما تمخض عنه بما في ذلك قانون الحصانة.
وقال عضو اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية علي العماد لقناة العالم الإخبارية: "الثورة لا زالت قائمة، والحصانة مرفوضة، والدليل على ذلك هو المسمى للجمعة أنها تبرأت من هذه الحصانة وما آلت إليه ومن القوى التي أعطتها الحكومة هذه الحصانة".
وقال أحد المشاركين بالتظاهرات لقناة العالم الإخبارية: "من وقع على هذه الحصانة خان دماء الشهداء ولا نعلم بإسم من وقعها".
وتعهد المتظاهرون بالوفاء لدماء الشهداء الذين سقطوا على خلفية الإحتجاجات الشعبية، بمواصلة ثورتهم حتى إسقاط النظام كاملاً، متهمين القوى الموقعة على إتفاق نقل السلطة وقوى خارجية أخرى بالتآمر على ثورتهم.
وقال أحد المشاركين بالتظاهرات لقناة العالم الإخبارية: "صلاة الجمعة قامت في جولة الشهداء كتعبير من الشباب داخل الساحة على رفض مبادرة دول مجلس التعاون، لأننا نؤمن بأن المبادرة ما هي إلا مؤامرة على هذه الثورة وإلتفاف عليها".
وكان يوم 18 مارس من العام الماضي، أو ما يسمى بيوم "جمعة الكرامة" الدامي، كان موعدا مفصليا مع نظام صالح، إثر إستشهاد أكثر من 50 متظاهراً وجرح العشرات من قبل قناصة على أسطح المباني المجاورة لساحة التغيير بصنعاء، في أول عملية إجرامية ضد المحتجين المطالبين بإسقاط النظام، فكانت سبباً في التعجيل بتفك النظام وتزايد وتيرة الحشود المناهضة التي لم تفلح كل الأساليب القمعية في كبح جماحها التواقة للتغيير.
AM – 17 – 08:50