خيمت أجواء حزن كربلائي بين صفوف مشيعي جثمان فقيد مسجد الإمام الرضا عليه السلام الذين إحتشدوا على إمتداد شارع المسجد الذي لاتزال تفوح فيه رائحة أدخنة الحريق الذي أضرمه منفذ الإعتداء في مقدسات بيت من بيوت الله.
وتعددت الأطياف الدينية والعرقية بين الحضور الغفير، وأمل فيه القائمون بإستخلاص العبرة من الفرقة التي ربما شكل الإعتداء وما تسبب أخطر عنوان لحال المسلمين فيها اليوم.
وقال المتحدث بإسم مسجد الإمام الرضا عليه السلام عز الدين الأغميش لقناة العالم الإخبارية: "هذا مشروع سيلتقي فيه إن شاء الله كل البلجيكيين المسلمين للأخذ بأيدي بعضهم البعض".
رسميا، حمل مسؤولون في الحكومة البلجيكية رسالتهم على وقع صدمة الإعتداء إلى مراسيم التشييع هنا تضامنا مع المشيعين وتنديدا بالعنف.
وقال عمدة منطقة أندرليخت في بروكسل غايتان فان غويتسين هوفين لقناة العالم الإخبارية: "نحن ندعو الجميع الى إحترام حقوق الناس فيما يعيشونه من قناعات في هذا البلد الذي تحترم فيه الدولة معتقدات الجميع ولا تسمح لأي كان بإثارة النزعات الدينية".
تشييع مهيب وسط إجراءات أمنية وحضور إعلامي مكثف أشيد فيه بما حمله الشيخ الراحل من فكر منفتح نير ومناقب حية في حب الله وأهل البيت عليهم السلام.
وقال عالم الدين اللبناني الشيخ علي أبو ريا لقناة العالم الإخبارية: "هذه الجريمة كان لها أصداء كما تعلمون في كل عالمنا الإسلامي وخصوصا هنا في أوروبا، فأن ينتشر مثل هذا النوع من الإرهاب والدخان والحقد والنار والتكفير والأفكار التحجيرية، هذه من الخطورة بمكان التي يلزم أن يعاقب عليها القانون".
ووضعت أكاليل الورد قرب جثمانه تكريما لفقيد شهيد، ووضع بجانبه ما كرس حياته من أجله، كتاب الله، في نسخة أحرق الإعتداء صفحات منه، وجبته البيضاء الملطخة برماد الحريق، ووضعت رسالة دعوته إلى مكارم الأخلاق خطها بيده قبيل الاعتداء بأيام وعدت وصيته الأخيرة.
وأقيمت مراسيم التأبين وصلاة الجنازة عقب صلاة الجمعة مباشرة في ظل حضور غفير وترقب رسمي للمزاج الشعبي السائد عن كثب، وتواصلت في المقابل مجالس العزاء في أكثر من مدينة، فيما يترقب الجميع إنطلاق التظاهرة الكبيرة في بروكسل حتى قصر العدل حيث تواصل السلطات القضائية فيه التحقيقات مع منفذ الإعتداء على مسجد الإمام الرضا عليه السلام.
AM – 17 – 12:58