وعادت ظاهرة تكدس الشاحنات عبر منفذ الغويفات الحدودي لتلقي بظلالها من جديد على العلاقات الاماراتية ـ السعودية، ويرجع مراقبون اماراتيون اسباب هذا التكدس لبطء الإجراءات الإدارية في الجانب السعودي من الحدود عبر منفذ البطحاء.
ووصل طول طابور الشاحنات التي تنتظر دورها للعبور بين حدود أبوظبي والسعودية في منفذ الغويفات إلى 30 كيلومترا مع تواصل بطء إجراءات العبور.
وقال شهود عيان وسائقو شاحنات إن الأزمة تفاقمت خلال الأيام الماضية، لدرجة أنه قد تمر ساعات طويلة دون أن يتحرك الطابور سوى بضعة أمتار، فيما يحتاج سائق الشاحنة لنحو أسبوع كامل للعبور من الجمارك.
ونقلت صحيفتا 'غلف نيوز' و'ذا ناشيونال' الصادرتان بالإنكليزية أن احتكاكات تجري بين السائقين بسبب إعطاء سلطات الجمارك على الحدود أفضلية العبور للشاحنات التي تحمل بضائع مبردة أو يخشى من تلفها، فضلا عن الانتظار على دورات المياه التي لا يتوافر منها إلا 6 دورات في الحدود.
ويقدر عدد الشاحنات التي تنتظر دورها بـ 5000 شاحنة ويزيد الرقم بمعدل 3 شاحنات كل دقيقة.
وهذه هي السنة الثالثة خلال 4 سنوات التي يتكرر فيها هذا المشهد الذي أدى إلى بطء حركة التجارة البرية بين الإمارات، وباقي دول الخليج الفارسي، حيث يجب على الشاحنات العابرة إلى قطر والبحرين والكويت والسعودية المرور عبر نفس المنفذ.
وقالت شركات شحن بري في الإمارات إن الحدود الإماراتية - السعودية تشهد منذ أسبوع تكدسا للشاحنات المغادرة إلى السعودية.
وذكر ضابط شرطة في منفذ الغويفات الإماراتي رفض الكشف عن هويته لصحيفة 'الاقتصادية'، أن التكدس سببه بطء الإجراءات لدى الجانب السعودي في منفذ البطحاء الحدودي.
وقال الضابط عبر الهاتف 'نعم يوجد تكدس وازدحام، وقليل جدا من الشاحنات ينجح في دخول الأراضي السعودية'.
وشهدت العلاقات الاماراتية السعودية عدة توترات خلال العامين الماضيين، وتصاعدت التوترات بين الجارتين حينما أعلنت الامارات انسحابها من مشروع الوحدة النقدية لمجلس التعاون الخليجي احتجاجا على إصرار الرياض على ان تستضيف مقر البنك المركزي الخليجي.
وكانت السعودية منعت منذ عامين إماراتيين من دخولها باستخدام بطاقات الهوية الخاصة بهم، وقالت إنه كانت بحوزتهم خريطة تظهر أراضي سعودية كجزء من الإمارات.
ويرى مراقبون ان هناك مشكلة مزمنة بين الرياض وابوظبي تمتد جذورها لأكثر من ثلاثين عاما تتمثل في مطالبة الامارات بنصيب اكبر في حقل الشيبة النفطي الواقع على الحدود بين البلدين، وينتج حوالى نصف مليون برميل من النفط يوميا، بالاضافة الى مطالبها بالشريط الساحلي المقابل له (منطقة العيديد) الذي تعتبره الامارات تابعا لها، وبلغ الخلاف حول هذا الشريط ذروته عندما عارضت الحكومة السعودية بناء جسر بحري يربط الامارات بدولة قطر ويمر فوق المياه الاقليمية لهذا الشريط.
وتعرض زورق سعودي لهجوم مسلح في عام 2010 من قبل زورقين إماراتيين إضافة إلى احتجاز فردين من أفراد حرس الحدود السعودي، ووقع الهجوم في منفذ (أبو قميص) 60 كلم عن منفذ سلوى على الحدود السعودية القطرية.