من المؤسف، والمحزن ان يتحول الإعلام العربي الى رهينة بأيادي أناس ليسخروه لاصحاب الكروش المنتفخة، ويجيرونه لطائفية ليتحول من أعلام من المفترض ان يؤدي رسالة إنسانيه، للبحث عن هموم الناس، والنبش أكوام الفساد، وان يدافع عن الحق، والنزاهة، والتعامل مع الناس بتساو، تحول هذا الأعلام.
وهنا لا نستطيع التعميم الى شوكة في خاصرة الأمة، وضربة موجعة حيث أصبح عامل تضليل ومفككا للأمة بشكل لا يحتمل، وما من شك ان وقوع الإعلام العربي في أيادي أناس، سواء كانوا ملاكا او من فرضوا مواقفهم من خلال توظيفهم، او المال جعل الأمة العربية كالإنسان فاقد البصيرة الذي فقد أهم شي بحياته مضجر من مفرقعات إعلامية يتحكم بها أصحاب المال والنفوذ، ليسوقوا ما يدور بخلودهم لتسويق الأكاذيب، والحقد البدوي، وتمرير سياسات الغرب، مستغلة ارتباكها الامة غفلتها التي مضى عليها عقود، فالاعلام العربي للأسف تخلى تماما عن الرسالة الإنسانية، والأخلاقية، وأصبح يهتم، ويروج للرذيلة من معتمدا على راقصات، ومفتنات باسم الفن.
وأصبح يردد كالببغاء صدى تصريحات الغرب او أصحاب النفوذ في العالم! فلو نظرنا، وقبل سنه ونصف السنة كان الاعلام العربي يعتبر الجمهورية العربية السورية، وحزب الله، وإيران دول الممانعة، وسند الأمة، وفجأة تحولت هذه الدول الى قمعية ومعادية للعرب، وأصبح الإعلام العربي معاديا لهذه الدول اشرس من عدوها، ويتغاضى عن القتل والفساد وانتهاكات حقوق الإنسان في كل الدول الأخرى، وأصبح يردد وينتهج منهج الغرب والصليبيين.
وأصبح يبيع الشعوب العربية الأكاذيب، ويسوق لغايات يريد الغرب تمررها للحفاظ على مصالحه. فجأة اكتشف الإعلام العربي ظلم العقيد معمر القذافي، والرئيس بشار الأسد، وعداء إيران للعرب ونصاعة وصفاء دول الخليج(الفارسي)، ووطنية حكامها، واكتشاف الجزر في الخليج (الفارسي) برغم ان هذه الجزر تحت الحكم الإيراني أيام الشاه صديق، وحبيب العرب.
فالعرب للأسف لم يستطيعوا حماية شعوبهم، وتم احتلال دول محورية مثل العراق، وتمزيق السودان حتى يطالبون بحقهم في الجزر المذكورة، وربما لو كانت هذه الجزر تحت نفوذ العرب لكانت من المؤكد قواعد أمريكية لضرب امة الإسلام فالغرب قسم السودان، وقطع منه جزءا هاما ليعطيه للمسيحيين والوثنيين ليكونوا عاملا، وحليفا هاما لهم، فهل هؤلاء العرب اعترضوا على ذلك؟! كل هذه الأمور تجري، وتحدث بتغطية ماكرة من بعض الإعلام العربي الماكر الذي في الأصل مبني على المصالح والطائفية، ولا بد ان يصفى الإعلام المحسوب على العرب كما يصفى القمح من الحصى، وما دام الذين يمتلكون هذا الإعلام هم أصحاب المصالح او يتعاملون مع امة من منطلق طائفي او ديني من خلال تسللهم الى مراكز هذا الأعلام سوف يبقى العرب يسحقون تحت أنعال شعوب العالم.
عبد الكريم ابوكف