في هذا السياق، يقول الكاتب إن "تصريح (الإيرانيين) بعد لقاء اسطنبول كان حقيقياً. فقد وافقوا على لقاء آخر يُعقد في بغداد في 23 أيار (مايو) الجاري، وواصلوا التفاوض مع (المفاوضة الأوروبية هيلغا) شميت".
"يبدو أنهم يدركون ما يطلبه العالم منهم. لقد وعدوا بتقديم اقتراح جدي في بغداد. وثمة تفاؤل حذر، كما يعبّر عنه الدبلوماسي الأميركي المتقاعد نيكولاس بيرنز.." حيث يقول إنه "للمرة الأولى في 32 عاماً، أي منذ الثورة الإيرانية، هنالك إمكانية لمفاوضات جدية وحقيقة وثابتة مع إيران".
وعمّا يمكن توقعه من محادثات بغداد، يقول كاتب مجلة التايم إن "البند الأساسي المطروح على الطاولة هو تمكين الوكالة الدولية للطاقة الذرية من القيام بعمليات تفتيش مفاجئة غير معلن عنها سابقاً للبرنامج النووي الإيراني، بما في ذلك زيارات إلى المنشآت العسكرية، مثل بارشين".
"كما تطلب الأمم المتحدة من إيران تعليق برنامج تخصيب اليورانيوم، علماً أن أياً من هذين التنازلين لا يبدو أنه سوف يتحقق في بغداد".
ويرى الكاتب أن "إيران ربما توافق على أن تشحن إلى الخارج اليورانيوم المخصب بنسبة 20%، مقابل الحصول على قضبان الوقود التي يمكن أن تستخدمها في مفاعلها الطبي".
"أو ربما تعرض (إيران) ببساطة التفاوض بشأن هذه الاحتمالات. فلا توافق على تعليق برنامجها لتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى ثلاثة ونصف بالمئة، وهو المستوى الضروري لطاقة نووية سلمية".
ثم ينتهي الكاتب إلى القول "إذا وافقت إيران على تعليق التخصيب بنسبة 20%، فهذا سيكون النبأ العظيم. وسوف يكون هنالك ضغط من أجل تخفيف العقوبات".
ويضيف الكاتب "من الممكن للروس أو الصينيين – أو حتى الفرنسيين بعد رحيل نيكولا ساركوزي – أن يقوموا بتنازلات، وهو ما يأمله الإيرانيون بوضوح".
كما يرى الكاتب أن "الاختبار الحقيقي لدبلوماسية إدارة أوباما سيكون ما إذا كانت قادرة على إبقاء التحالف متماسكاً، وما إذا كانت ستمضي قُدماً في المطالبة بجولات تفتيش صارمة من جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
ويقول الكاتب ختاماً "فقط في حال بقي التحالف صامداً، ولم يتم تقديم تنازلات فورية، سوف نرى ما إذا كانت إيران جادة حقاً في مسألة المفاوضات هذه المرة".