واوضح حسين في النص ان من قام باعتقاله هم ملثمون اشبعوه ضربا وجرحا اثناء الاعتقال وقد تم حبسه في سجن انفرادي كما ان قوات الامن داهمت بيته واعتدت ضربا على افراد عائلته ونهبت وسرقتت ممتلكات من داخل البيت مضيفا بان الانتهاكات مستمرة طيلة فترة الاعتقال.
وفيما يلي النص الذي قدمه حسن للمحكمة :
القبض العنيف ( من لحظة القبض حتى مكان الحبس المجهول )
لقد تم القبض علي في يوم 17\مارس\2011 في وقت متأخر من الليل قبل الفجر ، وكان القبض عنيفاً للغاية حيث كسرت القوات الباب الخارجي للمنزل ، ودخلت عنوة إلى البيت ، وقاموا بطرق الباب الداخلي بعنف شديد أفزع من كانوا في البيت ، وحاولوا كسره ، إلا أني تمكنت من فتحه قبل أن يتمكنوا من كسره ، وما أن فتحتُ الباب حتى تناولتني أيدي الملثمين الذين ملؤوا المكان بالصفع واللكم ، وتم جري بقسوة إلى خلف الباب ، واستمروا في الصفع واللكم والرفس بالأرجل وعليها الأحذية ، وقد قاموا بضرب رأسي بالجدار حتى شج جبيني فوق الحاجب الايسر ، وسالت مني الدماء حتى لطخت ملابسي ، وتم تعصيب عيني وتقييد يدي الى الخلف بسلك ، وأُخذتُ الى سيارة مدنية صغيرة كانت متوقفة في مكان قريب من منزلي ، وكنت أتعرض إلى الصفع واللكم والرفس حتى تم إدخالي إلى السيارة في المقعد الخلفي ، وجلس أحدهم عن يميني وآخر عن يساري وكانوا يمارسون مهمتهم في الضرب والشتم ، وبقيت في السيارة لمدة ساعة تقريبا ، ثم أخذت الى مكان مجهول .
تعرضت للشتم الذي طال زوجتي وامي وبناتي
وكنت طوال الطريق أتعرض في داخل السيارة للصفع واللكم والشتم الذي شملني شخصيا وشمل عرضي وزوجتي وأمي وبناتي وطائفتي ورموزي الدينية ، وكان الضابط بدر الغيث قائد القوات كما عرفت اثناء شهادته في المحكمة العسكرية بشان قبضه على الحقوقي عبدالهادي الخواجة احد افراد هذه المجموعة حيث ذكر انه تولى ايضا القبض علي ، يصفعني ويقول ، هذه عن الملك وهذه عن رئيس الوزراء، وهذه عن وزير الدفاع، وهذه عن وزير الداخلية، ونحو ذلك.
تواصل الرفس والتعذيب
وقد استمرَّ الصفع حتى أنزلوني من السيّارة في مكانٍ أجهله إلى الآن، وبمجرد إنزالي من السيّارة طرحوني أرضاً وتجمّعوا عليَّ رفساً بالأرجل وعليها الأحذية. كان أحدهم يقول ويكرِّر: لولا الأوامر لم يخرج من بيتهِ إلا ميتاً. ثمَّ أدخلوني إلى "المكان"، وأُجلستُ على كرسيٍّ مدة تزيد عن الساعة، ثمَّ أخذتُ إلى شخص قال عن نفسه بأنه طيّب، وأنا معصوب العينين، ومقيَّد اليدين إلى الخلف، فسألني بعض الأسئلة عن صحتي، ثمَّ أعادوني إلى نفس الكرسيّ –على ما أظن-، وبعد فترة قصيرة أخذوني إلى مغسلة، وفكّوا القيدين عن يديّ، ورفعوا "العصابة" عن عيني،و طلبوا مني غسل الدماء عن وجهي، وطلبوا مني خلع ثوبي و"فانيلتي" الداخليّة الملطخة بالدماء، وألبسوني ثوب أحد الشرطة، ثم نقلوني إلى نفس السيارة –على ما أظن-، وقبل أن يدخلوني السيّارة طرحوني أرضاً، وتجمّعوا عليَّ رفساً بالأرجل وعليها الأحذية، ثم أدخلت إلى السيّارة، وجلس أحدهم عن يميني وآخر عن يساري، كما في المرّة الأولى، وفي أثناء الطريق استمرّوا في صفعي ولكمي.
الضابط يصفعني نيابة عن الملك ورئيس الوزراء
وكان الضابط "بدر غيث" يجلس في المقعد الأماميّ يقول لي عند كلِّ صفعة أو لكمة: هذه عن الملك، وهذه عن رئيس الوزراء، وهذه عن وزير الدفاع، وهذه عن وزير الداخليّة، ونحو ذلك.كان الذين معه يعلِّقون على الصفعات واللكمات بقولهم: هذه قويّة، وهذه أقوى، وهم يضحكون ويقولون: تريد تغيير النظام؟. وقد أخذت إلى غرفة بدا لي من خلال تأثيثها أنها غرفة في مستشفى، وهناك تمّت معالجة الجرح فوق الحاجب الأيسر لعيني، ثم أخذت إلى السجن، وأدخلت في زنزانة، في عنبر لم يكن فيه غيري سوى شخص واحد كان في الزنزانة الأولى من العنبر، وأنا كنتُ في الزنزانة الأخيرة منه، ولم يكن فيه غيرنا نحن الإثنين، وقد عرفت فيما بعد أنَّ الشخص كان الأستاذ حسن المشيمع، والسجن هو سجن القرين العسكري، والعنبر رقم "3".
الاعتداء على الاهل وتخريب البيت وسرقة الممتلكات
رابعاً: تخريب البيت وترويع الأهل وسرقة المال والممتلكات: علمت فيما بعد بأنه وأثناء الساعة التي أبقيت فيها في السيارة، في المكان القريب من منزلي بعد القبض عليّ، كانت القوّات تمارس مهنتها في تفتيش البيت، ولم يكن بالطبع تفتيشاً عادياً، وإنما كان انتقاميّاً. لقد قاموا بتخريب البيت ومحتوياته، وسرقوا المال والممتلكات الخاصة مثثل: كاميرا فيديو يقدر سعرها بـ 1800 دينار، وساعة وخواتم، وهواتف نقالة، وأجهزة لابتوب، وأجهزة كمبيوتر عادية، وأجهزة إلكترونية، ومكبرات صوت خاصة بمجلسي، وأوراق ثبوتية، وأوراق خاصة. وقد أجبروا زوجتي على فتح الصندوق التجوري، ثم أجبروها على الخروج من غرفة النوم، وقد تبين لها بعد خروجهم أنهم أخذوا مبلغاً من المال لا يقلُّ عن 1300 دينار بحريني، كما أخذوا حقيبتين "دبلوماسيتين" خاصتين بي، وفيها مقتنيات وأوراق خاصة، وأخذوا ساعتي الخاصّة، وخاتمين ثمينين، أحدهما بفص عقيق يماني، وآخر بفص فيروزج، وأخذوا محفظة نقودي، وفيها العديد من البطاقات، وأخذوا الصندوق الذي فيه أدويتي، وبعض الأجهزة والأدوات الطبيّة الصغيرة، وأخذوا الهواتف النقالة، وأجهزة لابتوب، وثلاثة أجهزة كمبيوتر مكتبيّة، ومكبر صوت معه جميع الأجهزة الإلكترونيّة الخاصة بمجلسي، وكانوا قد وضعوا جميع أفراد العائلة في غرفة الطعام، وقاموا بتفتيش المنزل، بغير رقيب ولا حسيب، فلا يُعلم ما أخذوا على وجه التحديد، وقد أخذوا من مكتبي أشياء لا حصر لها، ولا أعلم حتى الآن ماهيَ، ولم يُعرض عليّ في النيابة العسكريّة أثناء تحقيقها معي سوى دفتر به ملاحظات صغيرة، وستة هواتف نقالة، وخمسة أجهزة لابتوب، وثلاثة أجهزة كمبيوتر مكتبية، لا يعود لي منها إلا دفتر الملاحظا الصغير وهاف نقال واحد، وجهاز لابتوب واحد، والباقي يعودون إلى أفراد أسرتي، وقد تم تثبيت ذلك في محضر التحقيق، ولم تعرض عليّ أثناء التحقيق معي في النيابة العسكريّة، ولا قائمة الأشياء الكثيرة الأخرى، مما يدل على أنها غير ذات صلة بالقضية التي تمَّ القبض عليَّ بسببها, وقد حكم القاضي العسكري بمصادرة جميع المضبوطات التي عرضت عليّ في النيابة العسكرية، على الرغم من أنَّ معظمها يعود لأفراد أسرتي ولا تحتوي على شئ يتعلق بي وبقضية اعتقالي، وقد تسبب أخذهم لجهاز اللابتوب وجهاز الكمبيوتر الخاصين بابنتي حوراء إلى تأخر تخرجها من الجامعة لمدة فصل دراسي واحد؛ لأن فيهما مشروع تخرّجها ولم يسعفها الوقت لإعداده مرّة ثانية، كما أنَّ القوّات قامت بضرب ابنتي عقيلة بأعقاب البنادق، وطرحوا أبني أحمد على أرض غرفته مكبوباً على وجهه، وأخذوا يطأونه بأقدامهم أثناء حركتهم داخل غرفته طيلة الوقت الذي قضوه في تفتيشها، الجدير بالذكر أنَّ القوّات التي ألقت عليّ القبض وقامت بتفتيش منزلي لم تعرض عليّ أمراً قضائياً بالقبض أو التفتيش.
وفي السجن
وفي السجن كانوا يحركون أحياناً الأجسام المعدنية بعنف شديد على الشبك ذهاباً و إياباً، و أحياناً يقومون برمي الأجسام المعدنية بشكل مفاجئ و من بعيد على الأرض لخلق أجواء الرعب و إدخاله إلى نفسي، يفعلون ذلك كالأشباح و هم صامتون، و استمرت تلك الممارسة بشكل متواصل حتى طلوع الفجر ، و توقفت عند صلاة الفجر ، و بعد الصلاة عادوا مرة ثانية حتى قرب ضوء الشمس و أضاء العنبر قليلاً. و في ساعات النهار تعرضت للضرب و السب و الإهانات، و في الليالي التالية كانوا يوقظوني من النوم بشكل مفاجئ و مفزع في أوقات مختلفة، و قد يتكرر ذلك في الليلة الواحدة أكثر من مرة، و يطلبون مني الوقوف و وجهي إلى الجدار و رفع اليدين إلى الأعلى و لأوقات طويلة رغم تدهور حالتي الصحية و يأمرونني أحياناً بالدوران حول نفسي، و كانوا يصبون عليّ الماء حتى يغمروا جسمي و ملابسي و فراشي و لحافي، و مع برودة الطقس، كانت مكيفات الهواء تعمل بأقصى طاقتها، فعلوا بي ذلك مرات عديدةـ و تعرضت إلى الضرب مرات عديدة، و حرمت من السباحة لأكثر من عشرة أيام، حتى تدهورت حالتي الصحية كثيراً و احتجت إلى رعاية صحية خاصة. و كانوا يأمرونني بقضاء الحاجة و أبواب الحمام مفتوحة و تحت نظر الحراس، و كانوا يكثرون من إهانتي و شتمي و شتم مذهبي و طائفتي و رموزي الدينية، و يسيئون إلى عرضي بشكل مستمر، و إجباري على تقبيل ايدي و أقدام الملثمين، و صور الملك، و رئيس الوزراء، و ملك السعودية، و كانوا أحياناً يبصقون في فمي مرات عديدة و يجبرونني على بلع بصاقهم، و يقابل رفض هذه الأوامر بالضرب. و قد استمر هذا الوضع السيء حتى 10/ يونيو، و قد وثّق تقرير البسيوني حالتي (الحالة 4 . صفحة 548 . الملحق الثاني . ملخصات الإفادات
الجدير بالذكر؛ أني أُخذت في ليلتين من السجن العسكري إلى مكان مجهول، و قابلني هناك شخص قال بأن إسمه الشيخ صقر بن خليفة آل خليفة، و أنه مندوب من الملك إلى مقابلتي، و طلب مني أن ابعث برسالة اعتذار الى الملك في سبيل مصلحتي كما قال، فرفضت ذلك، و قلت: بأني لم أخطئ، و أن النيابة العسكرية قد حققت معي و أنا أُحاكم أمام المحكمة العسكرية، إلا أني اتفقت معه في آخر الجلسة على أن أبعث برسالة متلفزة إلى الملك حول الحوار، و كان ذلك بعد جلسة المحكمة العسكرية الأولى . و في الليلة الأولى بعد جلسة المحكمة العسكرية الثانية أخذت إلى نفس المكان، و قابلني نفس الشخص، فقمت بحسب الاتفاق بعمل رسالة متلفزة إلى الملك حول الحوار يوجد نصها المكتوب لدى المحامي، ثم طلب مني الشخص المذكور إعادة ما قلته أمام النيابة العسكرية ليقوموا بتصويره بالفيديو بهدف رفعه إلى كما قال، فرفضت ذلك بشكل قاطع و نهائي، و قلت: بأن النيابة العسكرية قد حقّقت معي و أنهت التحقيق، و مثلت للمحاكمة أمام المحكمة العسكرية و أرفض أي تحقيق آخر، فغضب كثيراً لهذا الموقف مني و أساء معاملتي، و في طريق إعادتي إلى السجن، سمعت من الجلاوزة ما لم أسمعه في حياتي من الشتم و الكلمات البذيئة و الإساءة إلى أمي و زوجتي و بناتي و كانوا يكررون أنهم يريدون التمتّع بهن لأن المتعة حلال عند الشيعة، و أن أكثر الشيعة هم أبناء متعة، و شتموا مذهبي و طائفتي و رموزي الدينية (المراجع و الأئمة من أهل البيت (ع)) و قد أخذت النيابة بتفاصيل هذا الحادث، و انا أحمّلهم المسؤولية عنه، لأني كنت في سجن القرين العسكري تحت إشرافهم، فهم يعلمون قطعاً بالجهة التي أُخذت إليها و الشخص الذي قابلني هناك و انتحل صفة مندوب الملك، و فعل هو و الجلاوزة الذي معه من الإساءة و الانتهاكات ما قد وصفت أعلاه.