الاتجاه الاخر هو السائر في ركب الحكومة ومعها او في اقل الاحوال هو قريب منها لايحمل من روح الخصومة لها شيئا فهو يرى ان الاقتصاد العراقي يتحرك بعجلة مليارية تنفع اكثر العراقيين ,كما يرى الامن افضل في كل عام من الذي سبقه وهذا معيار علمي لا يشك احد بصحته , كما يرون ان هنالك تحسنا في اداء الوزارات والادارات المحلية بحيث اصبح هاجس النزاهة والرقابة حاضرا حتى على مستوى المدراء الصغار فيما لم يكن عند الوزراء قبل سنوات قليلة ,كما يلاحظ هؤلاء عدد السفارات المفتوحة في البلاد وعدد الدبلوماسيين وعدد اللقاءات الدولية والاقليمية فيرون ان الوضع العراقي في تحسن متصاعد لذا فهم في حيرة ممن يزعمون ان الامر سيء ويجب اقالة الحكومة او سحب الثقة منها او اقالة المالكي واستبداله.
وبين هذا وذاك وانا اعلم ان الحق لايمكن ان يكون مع الاثنين مطلقا فلابد من الوسطية في رؤية المشهد العراقي , وهذه الوسطية لاتعني البين بين ,ولا تعني التقاط شيء من هنا ,وشيء من هناك , بل هي وسطية جدلية قائمة على ادراك اهمية رصد حركة الدولة والناس لتقدير الامور وليس الحكومة ومعارضيها , لان كاتب هذه السطور يعتقد سدد الله رأيه ان الاستغراق في الحكومة ومعارضيها سيفقد الناظر عمق الفهم ودقة التحليل ,بسبب التشابك القريب والتنافس الحاد بين خندقي الحكومة ومعارضيها, خصوصا وان اكثر معارضي الحكومة هم حكوميون في الامتيازات ومعارضون في الانتقادات .
ان النظر الى حركة الدولة والناس ستخرجنا من قصر النظر وعجلته الى بعده ودقته ,لان حركة الدولة اقل تاثرا بضجيج الاعلام واندفاع الشخصيات المخاصمة , وحركة الناس اليومية هي المعبر الواقعي عن حقيقة الحياة .
ان انتشار الناس وتسوقهم وحركة الازدحام في الاسواق الشعبية والمولات والشورجة دليل لا يقبل الشك على حركة اقتصادية ومستوى امني حتى لو ازعج هذا الرأي المعارضين للحكومة .
وان خدماتنا وكهرباءنا ومدارسنا الطينية لم ترتق الى مستوى اي دولة اوربية رغم ان اموالنا لا تقل عن اموالهم حتى لو ازعج هذا الرأي حكومة السيد رئيس الوزراء اخينا الحاج ابو اسراء.
واذا رأينا مراكز الشرطة تقوم بواجباتها والمستشفيات والمؤسسات الصحية والبلديات تعمل دون كلل وملل فهذا يعني ان الاوضاع بالف خير رغم ضجيج الفضائيات الكارهة.
واذا لم يتوقف هوار ملا محمد عن تمريراته وتسديداته رغم زعل الرئيس البارزاني على الحكومة فمعنى ذلك ان زعل الرئيس لم يتحول الى مشكلة.
واذا استمر سواق التكسي والكيا والكوسترات والباصات ام الطابقين (التي نسمع بها ولا نراها) بنقل المسافرين دون ان يسألوهم عن هويتهم الطائفية او اسماء امهاتهم ان كانت عائشة او فاطمة ,رغم انسحاب او سحب المطلك من اجتماعات مجلس الوزراء فهذا يعني ان زعل صالح المطلك قابل للتحمل.
لذلك كله اقول انا العبد الفقير اذا كان الامر قابلا للتعايش لدى الناس والدولة فلا باس بما دون ذلك حتى لو ارتفع صياح السياسيين على بعضهم وشحنت الفضائيات الكارهة والحبيبة بالمحللين السياسيين الغاضبين ولا ندري على ماذا ؟
مادام الناس يخرجون صباح كل يوم وعيونهم تنتظر املا بعودة سالمة ورزق كريم فلا داعي اصلا لكل هذه المؤتمرات والبرامج السياسية والنقاشات الحادة والمعارك الحكومة ومعارضيها وخصوصا معارضيها الذين ياخذون رواتب وزراء!!
واخيرا مادام لنا رئيس جمهورية لم يفكر احد باقالته ولم يفكر هو بالتقاعد رغم عمره الثمانيني اطال الله عمره لان هنالك دور لازال يمارسه في تقريب المتخاصمين وتعديل حدة المندفعين, فالعراق لازال في دائرة الامن .
ومادام للبيت رب يحميه وهذا لب اللباب واصل الكتاب فالعراق بالف خير.
كامل الكناني