وقال الرئيس احمدي نجاد خلال لقائه الاربعاء رئيس الوزراء الصيني "ون جيا باو" على هامش الاجتماع الـ 12 لقمة شنغهاي للتعاون في بكين، قال "مع الاخذ في الاعتبار ان جهودنا، بعد اجتماع بغداد (في 23 و24 ايار/مايو) وطبقا للاتفاق الحاصل على عقد لقاء على مستوى مساعدي كاثرين اشتون وسعيد جليلي، لم تسفر عن نتيجة ، لذا نعتبر ان البلدان الغربية تبحث عن اعذار وتسعى الى هدر الوقت".
واضاف، ان الجمهورية الاسلامية الايرانية لازالت مستعدة لمواصلة المحادثات في موسكو وحتى في الصين ولديها مقترحات جيدة لتقدمها ، رغم عدم رغبة الدول الغربية للوصول الى اتفاق مبدئي في موضوع ايران النووي.
واشار احمدي نجاد الى سعي مسؤولي ملف ايران النووي لتسوية هذا الموضوع، وقال ان "زملائي يتابعون وبدقة السبل الكفيلة بحل القضايا وبالتاكيد ان تدابير الحكومة الصينية على الصعيد الدولي ستساعد على الاسراع بحل هذا الموضوع، وبطبيعة الحال لا تتوقع الجمهورية الاسلامية الايرانية حل الموضوع النووي خلال اجتماع واحد".
وقال "نأمل في ان تؤدي المناقشات المقبلة، مع الارادة الحسنة التي عبرت عنها الجمهورية الاسلامية والمفاوضات الكاملة الى طريق الحل".
وفي جانب اخر من حديثه،عبر الرئيس احمدي نجاد عن شكره الخالص للحكومة الصينية لدعمها لحقوق الشعب الايراني في الاوساط الدولية خاصة فيما يتعلق بالاستفادة من الطاقة النووية السلمية، وقال: ان طهران تعارض وبشكل مبدئي ووفقا لمعتقداتها، انتشار الاسلحة النووية، الا انها تعتقد وبشكل راسخ ان استخدام الطاقة النووية السلمية حق مشروع لجميع الدول الاعضاء في معاهدة حظر الانتشار النووي.
وقال الرئيس الايراني، ان معارضة وعداء بعض الحكومات الغربية للجمهورية الاسلامية الايرانية ليس بسبب اصرارها على استثمار الطاقة النووية السلمية وانما هذا الموضوع اتخذ كذريعة لعدائهم لها.
واشار احمدي نجاد الى ان ايران تعاونت وبشكل واسع واكثر من كل دول العالم مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية موضحا بان معارضتهم لاستخدام ايران للطاقة النووية السلمية يعود الى انهم يرون بان تطور ايران ليس في مصلحتهم ويرغبون بابقاء ايران متخلفة وتابعة لهم في سد احتياجاتها وان تتلقي الاوامر من الغرب في تحديد سياساتها.
الى ذلك قال الرئيس الايراني ان العالم بحاجة اليوم لنظام جديد وعادل وقال: ان النظام السائد في عالم اليوم في طور التغيير العميق والسريع نحو نظام عادل ونعتقد ان هذا المسار بحاجة لروح مستمدة من الشرق، وبامكان الصين ان تضطلع بدور مفيد وبناء في مسار هذه التغييرات.
ووصف الرئيس احمدي نجاد، العلاقات بين الشعبين الايراني والصيني بالمتينة والودية والقوية على الدوام.
واضاف رئيس الجمهورية، ان علاقات ايران والصين خاصة خلال السنوات الـ 40 الماضية كانت في تطور ونمو مستمر وان الجمهورية الاسلامية الايرانية تابعت هذا المسار باعتباره ستراتيجية مبدئية في علاقاتها مع الصين.
وعبر احمدي نجاد عن ارتياحه للتطور الذي حققته الصين ونجاح الحكومة الصينية في طريقها نحو التقدم، منوها الى عدم وجود اي نقطة سلبية في ماضي العلاقات بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والصين، وقال: ان ايران لا تضع اي قيود امام تعزيزعلاقاتها الشاملة مع الصين.
واشار احمدي نجاد الى اتفاق رئيسي البلدين في زيارته السابقة الى الصين بشان رفع حجم التبادل التجاري بين البلدين الى 200 مليار دولار على مدى 10 سنوات، وقال ان هذا الهدف سيتحقق بسرعة في ظل التعاون الوثيق والواسع بين مسؤولي البلدين وفي ضوء ارتفاع حجم التبادل التجاري بين البلدين والذي بلغ 45 مليار دولارخلال العام الماضي، ونظرا للامكانيات والفرص الواسعة المتاحة لتطوير التعاون والتبادل بين البلدين.
واشار الى اتخاذ خطوات مفيدة جدا ومتقدمة من قبل ايران والصين على صعيد التعاون العلمي والتكنولوجي، وقال: ان الجمهورية الاسلامية الايرانية لديها برنامج واسع في مجال العلوم الفضائية وترغب بتطوير تعاونها مع الصين في هذا المجال.
واعتبر الرئيس احمدي نجاد، ان التعاون الجامعي هو احد المجالات المناسبة جدا لتطوير التعاون بين طهران وبكين، وقال ان ايران تسعي الى زيادة عدد مقاعد الدراسات الصينية وان التعاون في هذا المجال له تأثير بناء في تنمية العلاقات الثنائية.
واشار الرئيس الايراني الى النمو المتزايد لمستوى التعاون الثنائي بين ايران والصين خلال السنوات الماضية وقال: هنالك قيود في النظام الاداري والبيروقراطي للجانبين في بعض المجالات بما فيها المالية والتبادل التجاري حيث يتعين تحديدها واتخاذ التدابير المنسابة لمعالجتها وذلك لتطوير العلاقات بين البلدين اكثر فاكثر.
واعتبر الرئيس الايراني في جانب اخر من تصريحاته، تطورات وقضايا افغانستان بانها مواضيع مشتركة بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والصين، وقال ان قضايا افغانستان تؤثر على امن ايران والصين، وكلا البلدين بامكانهما تغيير التطورات في افغانستان لصالح افغانستان وايران والصين في ظل اتخاذ التدابير والاجراءات المناسبة.
واكد على ضرورة التعاون الاقتصادي المشترك بين ايران والصين وافغانستان باعتباره احد السبل الكفيلة بمعالجة مشاكل افغانستان، وقال: ان الناتو يسعى حاليا الى توسيع تواجده الجغرافي باتجاه الشرق، وايران والصين من اهدافهما الرئيسية في هذا المسار، كما ان الناتو يشكل تهديدا لايران والصين من الناحية التاريخية، وان تطوير العلاقات الثنائية في الحقيقة يشكل دعما لجبهة مشتركة فيها ايران والصين.