وأشار السيد علي فضل الله، خلال خطبة الجمعة، التي القاها من على منبر مسجد الإمامين الحسنين (عليهما السلام)، إلى استمرار نزيف الدم في سوريا من دون أن تلوح في الأفق بارقة أمل أو فرصة حل، بل على العكس من ذلك، فإن الداخل السوري يشهد المزيد من تصاعد العنف، إذ دخل هذا البلد في دائرة التجاذب الدولي والإقليمي.
ودعا السيد علي فضل الله، خلال خطبة الجمعة، التي القاها من على منبر مسجد الإمامين الحسنين (عليهما السلام) الشعب السوري إلى وعي المؤامرة التي تحاك ضده، حيث السعي الجدي لخلق مناخات الفتنة الطائفية والمذهبية، والتي بدأ الحديث عنها والتحضير لها، مشدداً على أن الحوار وحده هو السبيل لإخراج سوريا مما تعاني منه، فالعنف في الداخل لا يحل أي مشكلة.
من ناحية أخرى، رأى ان العراق لا يزال يعيش في دوامة التفجيرات الوحشية المتنقلة بين هذه المنطقة وتلك، مستهدفة المدنيين الأبرياء في مناطق عملهم، وأخيرا الزائرين للمقامات المقدسة، ودعا العراقيين إلى الوحدة لانها السبيل الوحيد لمواجهة كل هذه الأعمال الوحشية، وقال"اما مصر، فإننا نخشى من أن تؤدي القرارات الأخيرة إلى تعطيل ما بدأه المصريون من عمل للتغيير والعودة بهذا البلد إلى سابق عهده".
من جهته، قال الشيخ عفيف النابلسي، في خطبة الجمعة التي ألقاها في مجمع السيدة الزهراء(ع)، "المرحلة التي نعيشها اليوم من أصعب وأخطر المراحل منذ عشرات السنين. فالمنطقة على حافة فوضى شاملة بل أمام احتمال حرب عالمية ثالثة كما صرح أحد أبرز الخبراء الأميركيين منذ أيام".
واعتبر الشيخ النابلسي أن "كل جهود التسويات عاجزة عن إيجاد حالة تفاهم واتفاق بين الدول العظمى، ففي مصر انقلاب وفي ليبيا حرب قبلية وفي تونس فلتان سياسي واجتماعي وفي اليمن شبه حرب أهلية وفي البحرين ثورة مستمرة وفي العراق دماء تسيل لمنع الاستقرار وفي سوريا أزمة مفتوحة وفي لبنان انقسام ريثما يحين موعد الانفجار".
ولفت إلى أنه "علينا أن نتوقع مرحلة عصيبة آتية على المنطقة تجتمع فيها قوى العالم على هذه الأرض لتحقق أهدافها وتحمي مصالحها"، مؤكداً أن الطريق الأسلم لتجنيب البلاد المزيد من التوتر والانقسام هو الحوار البناء بين مختلف مكونات الشعب اللبناني للوصول إلى نتائج سليمة، ولا يعني ذلك أننا نطالب بالحوار من أجل الحوار بل إننا نريد الحوار مقدمة لتحقيق منجزات واقعية على الصعيد السياسي والأمن الاجتماعي.
بدوره، أكد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، في خطبة الجمعة التي القاها في مسجد الإمام الحسين(ع) في برج البراجنة، أن ما نحتاج اليه اليوم هو التهدئة وعدم استجرار كرة النار السورية إلى الملعب اللبناني لما لهذا الأمر من حساسيات وأخطار كبرى.
وتوجه المفتي قبلان إلى الذين يحاولون إقحام البلد في الأزمات والتوترات الإقليمية والدولية، بالقول "أوقفوا لعبتكم هذه وتعالوا إلى كلمة سواء تجمعنا وتوحد صفوفنا، أوقفوا كيل التهم باتجاه المقاومة وسلاحها الذي ليس بإمكان أحد أن يتنكر لما أنجزته هذه المقاومة وحققه سلاحها الذي وجد من أجل أن يبقى موجها ضد العدو الإسرائيلي، وسيبقى كذلك من دون أي تغيير في وجهته الأساسية، مهما تنوعت الاستدراجات وتعددت الاستفزازات".