واشار خير الله الى ان اختراق الطائرة التركية للاجواء السورية جاء في ظل ظروف حساسة لا تبعث على الاطمئنان ، فسوريا تعلم ويعلم العالم اجمع ان تركيا جعلت من اراضيها ممرا للتسليح والمسلحين بل هناك من يقول انها ساركت في شراء اسلحة ونقلتها الى المسلحين داخل سوريا ، وهذا بحد ذاته عمل عدائي ، وبالتالي فان ذلك يعطي سوريا الحق في اتخاذ أيّة اجراءات للدفاع عن نفسها .
واعتبر خير الله ان الرسالة بعد هذا الحادث قد وصلت من الطرفين ، فاذا كانت تركيا في معرض تجربة النوايا او درجة التزام النظام السوري في الدفاع عن بلاده فان اسقاط الطائرة التركية يعطي الجواب الشافي .
وتوقع استاذ القانون الدولي في جامعة جورج تاون ان الامور قد لا تتطور باتجاه تصعيد اكبر مع ان هناك من يتربص للصيد بالماء العكر ويحاول دفع تركيا لاتخاذ بعض المواقف التصعيدية المتشددة .
وحول الموقف الاميركي من الازمة السورية بعد تصافق الادلة على مشاركة واشنطن في التسليح والتمويل والدعم اللوجستي للمعرضة المسلحة في سوريا قال خبير القانون الدولي ان هناك ازدواجية محرجة في الموقف الاميركي تجاه سوريا ، فمن جهة نرى الولايات المتحدة تؤيد علنا خطة المبعوث الدولي كوفي عنان لايجاد حل سلمي في سوريا كما تحذر في الوقت نفسه من خطر الحرب الاهلية ، لكنها من جهة ثانية ترعى عملية تسليح قوى المعارضة المسلحة في سوريا وتحثها على حمل السلاح ، فعندما دعا الرئيس السوري المسلحين الى القاء السلاح مقابل الحصول على العفو وعدم الملاحقة ، قالت لهم وزيرة الخارجية الاميركية ( لا تفعلوا ذلك ) كما ان اقرب الاصدقاء لاميرطا اقليميا كقطر والسعودية وتركيا يقومون بشراء الاسلحة وتهريبها الى الداخل السوري وهو عمل يخالف الشرعية الدولية والقانون الدولي ، وبالنتيجة فان هناك تناقض جوهري في الموقف الاميركي من سوريا .
وحول اصرار واشنطن على تغيير الموقف الروسي المبدئي من الازمة السورية قال خير الله ان السياسة الاميركية في المنطقة ترتكز على دوافع ثلاث الاول هو اضعاف الدور الروسي لصالح الدور الاميركي والدور الغربي وقد بدأ هذا الامر في السودان اولا ثم في ليبيا وهو متواصل لاخراج روسيا من الشرق الاوسط بالكامل .
والبعد الثاني في السياسة الاميركية هو الامن الاسرائيلي وهذا يقتضي تغيير الدور السوري فاننا لا نسمع من المعارضة السورية في الخارج والاطراف الاجنبية الداعمة لها اي حديث عن الاصلاح في الداخل ، بل المهم لديهم هو تغيير الموقف السوري المؤيد للمقاومة وللحق الفلسطيني.
والبعد الثالث للسياسة الاميركية هو حماية الانظمة الاكثر حاجة الى الديمقراطية وهي انظمة دول مجلس التعاون ، وبالتالي فان اللجوء الى السلاح في سوريا هو وسيلة لضمان عدم نجاح اي بوادر للديمقراطية في سوريا خاصة عندما نرى من هم المسلحون وما هي وسائلهم في العمل .
MA.22:41.22