وقال الموسوي في تصريح خاص لقناة العالم الاخبارية : ان الاجتماع في اسطنبول مركب من قضايا تقنية وسياسية اضافة الى أنه اجتماع مفصلي فاذا وضعت المسودة اليوم سيحدد اجتماع لاحق بين الطرفين ليضعوا المسودة النهائية للاجتماع السياسي المهم بين آشتون وجليلي ودول 5+1، أما اذا لم يتفق الطرفان على هذه المسودة ستعود الامور كلها الى المربع الاول وستستمر ايران في برنامجها النووي من دون التفاهم مع 5+1 وستبدأ الدول الغربية بالتصعيد الاعلامي والسياسي والاقتصادي وربما التهديد العسكري.
وأوضح أنه اذا لم يحصل تفاهم في اسطنبول فان ايران ستبدأ اجراءاتها في تخصيب اليورانيوم بدرجات أعلى لتأمين احتياجاتها لأن الغواصات والسفن الايرانية لابد ان تذهب الى البحار البعيدة والعميقة وايران بحاجة الى هذا الوقود النووي وربما هي جهزت نفسها لانتاج مثل هذا الوقود الذي يحتاج الى نسبة من التخصيب 50 او 60 بالمئة لذا الدول الغربية ان تجهز نفسها فيما اذا اعلنت ايران حاجتها لمثل هذا الوقود ان تؤمنه لها بسعر مناسب وشروط طيبة وسليمة ودون املاءات سياسية وامنية لأنه كما حصل في امير آباد عندما رفض الغرب اعطاء ايران الوقود لجأت الى تخصي اليورانيوم بدرجة 20 بالمئة والآن مفاعل طهران النووي الطبي يعمل بكل سلاسة وامان.
وأشار الى ان تقريب وجهات النظر باجتماع اسطنبول تحدده الاولويات بين الحقوق النووية للجمهورية الاسلامية في ايران والتحفظات الغربية، فايران تنشد وضع نقطتين في المسودة الاولى، اولا الاعتراف الرسمي بحقها بامتلاك تقنية نووية سلمية ولاتراجع عن هذا باعتبارها دولة موقعة على اتفاقية منع انتشار الاسلحة النووية، وثانيا رفع العقوبات او مراجعتها ضمن جدول زمني محدد، في حين يريد الغرب اولا ان تنفذ ايران طلباته كايقاف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمئة في موقع فوردو، مطالبة ايران بتنفيذ البروتكول الاضافي، تفتيش موقع بارشين العسكري، والقبول بالمادة ثلاثة واحد التي تلزم ايران اخبار الوكالة الذرية للطاقة الذرية حول نواياها المستقبلية لأي برنامج وان كان سلمي.
وقال: اذا وافق الغرب على النقطتين لدى ايران فايران جاهزة للتفاهم والوصول الى حلول سياسية اساسية حول نقاط الغرب، لكن هناك نوع من التطاول الغربي في طرح هذه الموضوعات، فالغرب لاتعجبه الندية في التفاوض وهو يريد ان تأتيه ايران صاغرة في حين انها تذهب اليه قوية.
وأضاف: المشكلة بين الطرفين هي عدم وجود الثقة بين الجانبين وذلك بسبب التاريخ المرير والعداء الواضح للدول الغربية لايران منذ انتصار الثورة الاسلامية عام 1979 حيث هناك عقوبات وحروب واغتيال لعلماء وتدمير لمنشآت وفرض امر واقع غير طيب للشعب الايراني من خلال العقوبات المصرفية، فايران دولة واحدة في مقابل الكثير من الدول المعادية لها.
ورأى الخبير الاستراتيجي انه لو قبل الطرفان مقترح روسيا الذي هو خطوة خطوة، بحيث تقوم ايران بخطوة وعلى الغرب ان يقوم بخطوة مقابلة، مشيرا الى ان ايران تقول الآن على لسان قائد الثورة الامام الخامنئي ان الاتجاه نحو البرنامج النووي العسكري حرام شرعيا وهي خطوة مهمة يجب على الغرب القيام بخطوة تقابلها، خاصة وان قائد الثورة مرجع ديني كبير وقائد سياسي اعلى وهو قائد القوات المسلحة في ايران.
ونوه الى ان الغرب طرح مواضيع اقليمية مقابل مفاوضاته النووية مع ايران حيث طرح في بغداد موضوع سوريا وابدت ايران استعدادها للتفاهم حسب رؤيتها المعلنة بحق تقرير المصير للشعب السوري عبر الاستفتاء وعبر الانتخابات، في المقابل طالبت ايران الدول الغربية ان تنظر في قضية البحرين وشعبه المظلوم وكذلك موضوع القضية اللسطينية والترسانة الاسرائيلية النووية، موضحا: عندما يطرح الغرب قضايا خارج الاطار النووي فايران ايضا لديها قضايا اخرى.
وأشار الى ان لقاء اسطنبول عجلته الدول الغربية وسبب التعجيل انكسار وهزيمة المخطط الذي كان مزعم تنفيذه في سوريا لأن الغرب يحاول ان يكسب الوقت ليرى ماذا يحدث في سوريا، وكلما قوي الوضع في سوريا واستقرت الامور واستطاعت الحكومة السورية التصدي للمؤامرات الدولية والاقليمية كلما سارت المفاوضات الايرانية الغربية بسلاسة اكثر، وكلما حصلت اي نقطة ضعف في الازمة السورية فسيتصلب الموقف الغربي اتجاه ايران.
وقال: المنطقة مقبلة على وضع لايساعد الدول الغربية ولايخدم الوضع الاقليمي خاصة بعض دول الخليج الفارسي، ان التطورات متسارعة وكلما زادت الازمة على الغرب وعملائهم والكيان الاسرائيلي كلما اسرع الغرب للتفاهم مع ايران وربما ستحصل نتائج ايجابية في اجتماع اسطنبول.
A.D-24-19:25