نصف اليمنيين يعانون من الجوع وسوء التغذية

نصف اليمنيين يعانون من الجوع وسوء التغذية
الإثنين ٠١ أكتوبر ٢٠١٢ - ٠٥:٥٥ بتوقيت غرينتش

قال المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي "باري كيم" إن نصف اليمنيين يعانون من الجوع وسوء التغذية بينهم ثلاثة عشر بالمئة من الأطفال، وأكد أن خمسة ملايين يمني أي اثنين وعشرين بالمئة من السكان لا يستطيعون توفير الطعام لأنفسهم، وأن خمسة ملايين آخرين يتضررون من ارتفاع أسعار الغذاء، منبهاً الى أن عشرة ملايين هم على حافة انعدام الأمن الغذائي.

وبالإضافة إلى الأزمات السياسية التي يتخبط فيها، عصفت باليمن أزمة أخرى لاتقل خطورة عن غيرها؛ وهي المجاعة التي تتفاقم في اليمن يوماً بعد يوم.
وبحسب برنامج الأغذية العالمي وعلي لسان المتحدث باسم البرنامج "باري كيم" فإن نصف اليمنيين تقريباً يعانون من الجوع وسوء التغذية في وقت يضاعف فيه انعدام الاستقرارالسياسي من ارتفاع عالمي لأسعار الغذاء والوقود، ما جعل اليمن يعاني من ثالث أعلى معدل لسوء التغذية بين الأطفال في العالم. فبحسب آخر الإحصائيات فإن ثلاثة عشر بالمئة من الأطفال اليمنيين يعانون من سوء التغذية الحاد ويقبع أغلبهم في المستشفيات.
وتزيد المنظمات الإنسانية من كشف ملامح خطورة الوضع فتقول إن خمسة ملايين شخص أو ما يقارب اثنين وعشرين بالمئة من السكان يعجزون عن توفير الطعام لأنفسهم أو شراء ما يكفيهم من الطعام. هذا بالإضافة إلى تضرر خمسة ملايين يمني بشكل كبير من ارتفاع أسعار الغذاء وهم على حافة انعدام الأمن الغذائي.

وإجمالا فإن عشرة ملايين شخص في اليمن يذهبون للنوم وهم جياع كل ليلة.
وقد ارتفع عدد الأشخاص الذين يتسلمون الحصص الغذائية اليومية التي يقدمها برنامج الأغذية العالمي من نحو مليون في يناير الماضي إلى أربعة ملايين شخص.
ويرجع متابعون للشأن اليمني أن من أهم أسباب تفاقم الأزمة الإنسانية أن اليمن يضطر إلى استيراد معظم احتياجاته الغذائية بسبب ندرة الأراضي الصالحة للزراعة. كما أن الاحتجاجات التي شهدتها البلاد خلال العام الماضي أدت إلى تفاقم المشاكل الاقتصادية وأضرت بالمستوى المعيشي للسكان.
وتقول وكالات الإغاثة إن اليمن على شفا كارثة إنسانية مزمنة في الوقت الذي يكتفي فيه المانحون الدوليون بتقديم وعود لم تستطع وضع حد لتفاقم الكارثة.
ويرى مراقبون إن الأزمة الإنسانية في اليمن هي نتيجة لسنوات طويلة من الاهمال للمشاريع الاستراتيجية يتهم فيها النظام السابق بنهب ثروات البلاد و بالتقصير في إعمارها وتوفير العيش الكريم لأبنائها.

وتضاعفت تبعات الازمة الاقتصادية في اليمن بعد التغيير السياسي الذي تبنته السعودية بتغيير الشكل الظاهري للنظام دون مد يد العون لشعب اليمن الذي تدعي السعودية انه امتداد طبيعي تاريخي للتركيبة الاجتماعية السعودية، ورغم امتلاكها الثروات الطائلة التي بامكانها انتشال شعب اليمن من ازمته الاقتصادية المستفحلة هذه.