وقال شيباني في حديث لصحيفة 'السفير' اللبنانية نشرته في عددها الصادر اليوم الخميس: 'نوافق على أي اقتراح يفضي إلى إيقاف وتيرة العنف ويمهد الأرضية أمام حل سياسي ووفاق وطني، ويقطع أيدي الأطراف الخارجية غيرالمسؤولة التي ترسل المال والسلاح إلى الداخل السوري لتعقّد وتصعّد الأوضاع أكثر فأكثر'.
وأشار شيباني إلى أن إيران قدمت مقترحاتها للحل السياسي في سوريا، ضمن خطة تتمثل في 'وقف العنف، واستتباب الأمن، والدخول في حوار وطني، وإجراء انتخابات نيابية بمشاركة كل الأطراف السياسية، بالإضافة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية وفقاً لتركيبة البرلمان'. وذلك بإشراف الرئيس بشار الأسد، موضحاً أن هذا المقترح تم عرضه على 'بعض الأطراف الإقليمية والدولية وكذلك على أصدقائنا في سوريا، الذين طرحوا بدورهم وجهات نظر واستفسارات من المقرر دراستها في طهران والرد عليها'.
وقال السفير الإيراني في دمشق: 'ترى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبالاستناد إلى جملة من المعطيات، أن المعارضة السورية لم تفلح في تحقيق أهدافها من خلال اللجوء إلى السلاح والعمل العسكري، وقد وصلت إلى طريق مسدود، والسبيل الوحيد لخروج سوريا من هذه الأزمة يتمثل في الخيار السياسي، وهي القناعة التي وصل إليها العديد من الأطراف الإقليمية والدولية، وكذلك بعض أطراف المعارضة. والمشكلة القائمة في الوقت الراهن تتمثل في إجراءات غيرمسؤولة تتخذها بعض الأطراف الإقليمية وتصب الزيت على النار وترى أنه في مصلحتها إثارة الفوضى والبلبلة، وتصعيد الأزمة ليس على صعيد سوريا فحسب بل على صعيد المنطقة'.
وأكد شيباني 'أن ما تعيشه سوريا اليوم ليس إلا مخططاً رسمه الغرب وأميركا والكيان الصهيوني، لإخراج سوريا من دائرة المقاومة والممانعة قبل أن يكون مطلباً شعبياً'. مشدداً على 'أن العدو الحقيقي في المنطقة هو العدو الصهيوني، وفي هذا الإطار كل من يقف إلى جانبه هو ليس صديقاً لشعوب هذه المنطقة. أما من يقف إلى جانب المقاومة ضد المخططات الصهيونية والأميركية في المنطقة فهو صديق للأمة الإسلامية والعربية وإيران أيضاً'.
وأشار إلى أن هناك تواصل بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية و'جميع أطياف المعارضة التي ترفض التدخل الخارجي والعنف وعسكرة الأوضاع، وتؤمن بالحل السياسي والحوار الوطني'. وقال: 'إننا لا نؤيد المعارضة المسلحة التي تعيث فساداً وتخريباً في البنية التحتية والاقتصاد، لأننا نعارض بشدة كل أشكال العنف'.
واستبعد شيباني رداً على سؤال عن تحول التوتر القائم بين سوريا وتركيا إلى حرب، موضحاً أن 'الوضع الاقتصادي والاجتماعي داخل تركيا وكذلك الوضع لدى أصدقاء وحلفاء تركيا لا يسمح لها بشن حرب ضد سوريا، لأن إعلان هذه الحرب ليس في صالحها ـ حكومة وشعباً ـ اقتصادياً واجتماعياً أيضاً، كما أنه يخلّ بأمن المنطقة واستقرارها. نحن نأمل أن تتجه الأوضاع نحو التهدئة، حيث إن التفتيش عن ذرائع لتصعيد الوضع غير مقبول إقليمياً'.
وأكد أن هناك اتصالات مستمرة مع جميع الأطراف المعنية للإفراج عن المخطوفين الإيرانيين في سوريا، مبدياً الاستعداد للتفاوض مع الخاطفين 'عبر القنوات الموثوقة'، وآملاً أن يطلق سراح هؤلاء المخطوفين 'في القريب العاجل ليعودوا إلى أهلهم وذويهم'.
واعتبر شيباني أن 'اللجنة الرباعية' (إيران، مصر، تركيا، السعودية) 'إحدى الآليات الإقليمية التي تستطيع أن تثبت فاعليتها لحل الأزمات في المنطقة'، ورأى أن هذه الدول 'تستطيع بناء أرضية مؤاتية لمزيد من التقارب والتعاون الإقليمي في المستقبل. وتضع في جدول أعمالها جملة من القضايا المهمة، كالقضية الفلسطينية واستعادة حقوق الشعب الفلسطيني والأمن والطاقة ونقلها والتنمية المستدامة والسلام والاستقرار الإقليمي والعالمي والاستفادة من الفرص والإمكانات والوقوف في وجه التحديات التي تواجه الأمتين الإسلامية والعربية'.