وفي حديث مع قناة العالم مساء الجمعة اوضح افقهي ان مصدق لم يكن معاديا لاميركا بليبغض الانجليز لكنه لم يكن طيّعا لواشنطن بمستوى الشاه فتدخل الاميركان للانقلاب عليه وأعادوا الشاه الذي فر الى واشنطن بعد النهضة التي قادها مصدق واية الله الكاشاني .
وتابع افقهي قائلا : منذ تلك الفترة تشكلت الخلايا الاولى لمواجهة الاميركان في ايران ، وبعد ذلك بنحو عشر سنوات أثيرت قضية مهمة وهي منح الاميركيين بمختلف المستويات الحصانة القضائية في ايران بل حيث لا يحق للقضاء الايراني محاكمة أي اميركي على اي جريمة يرتكبها في ايران حتى لو دهس الشاه بسيارته ، وه>ا ما ارادوا ان يكرروه في العراق قبل سنوات دون ان يتمكنوا .
واشار الدبلوماسي الايراني السابق الى ان سلوك اميركا كان يتسم دائما بالهيمنة والاستعلاء وتحقير الشعوب بحيث ان الولايات المتحدة تعيش بهيمنتها لا بقوتها ، ولكن بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران وقيام الطلبة السائؤين على نهج الامام الخميني باقتحام مبنى السفارة الاميركية في طهران انهارت هيبة اميركا وحيل بينها وبين تنفيذ سيناريو عام 1953 مرة اخرى لاعادة الشاه ال>ي لجأ الى واشنطن بعد انتصار الثورة .
واضاف: من هنا فقد وصف الامام الخميني احتلال السفارة بانه الثورة الثانية بل اعتبره يضاهي الانتصار الاول ، لان الثورة الاولى اسقطت الشاه وهو عميل اميركا اما الثورة الثانية فقد اسقطت اسياد الشاه .
وحول دواعي اقتحام السفارة الاميركية بعد وقت وجيز من انتصار الثورة عام تسعة وسبعين قال افقهي ان هذه السفارة كانت تمثل المقر الاقليمي للاستخبارات الاميركية فكانت تشكل خطورة على الثورة ، وبعد رصد نشاطاتها تبين ان هناك بعض الافراد الذين ركبوا موجة الثورة خاصة من الليبراليين كانوا على علاقة بالسفارة ، كما ان هذه السفارة اخذت تتدخل في الشارع الايراني فتثير بعض التحركات وبالتالي ظهرت بوادر نواياها لحرف الثورة والالتفاف عليها رغم انها تركت علنيا مساحة للتعامل مع الوضع الجديد عساها ان تتمكن من تدجين الثورة وتجرها الى المشروع اتلاميركي ، ومن هنا رأى شباب الثورة ضرورة اقتحام السفارة حيث عثروا فعلا على وثائق خطيرة نبهت قيادة الثورة الاسلامية الى الكثير من المؤامرات التي تحاك لوأد الثورة في مهدها .
ونفى افقهي ان تكون اميركا جادة فيما تعلنه بين حين واخر من انها لا تمانع من اعادة العلاقة مع ايران ، فطهران كما يرى افقهي لا ترى ان اميركا مؤهلة لاعادة العلاقة مع الجمهورية الاسلامية مالم تتخل عن الكثير من سياساتها ومواقفها وتتصف بالشفافية والصدق بشأن مزاعمها في احترام حقوق الشعوب ، فاميركا تعتبر امن الكيان الصهيوني الغاصب خطا احمر وتتجاهل حقوق الشعب الفلسطيني ، وامريكا ترفع راية الحرب على الارهاب في كل مكان لكنها تدعم الارهابيين من وهابيين وسلفيين علنا في سوريا ، وتؤجج الحرب حيثما تقتضي مصالحها اللامشروعة لا مصالح الشعوب ، واميركا تجند الارهابيين لاغتيال العلماء النووين الايرانيين وترفع اسم منظمة مجاهدي خلق الارهابية من قوائم الارهاب ، واميركا تتشدق بالديمقراطية وحقوق الانسان لكنها تدعم وتساند اكثر النظم ديكتاتورية واستبدادا في المنطقة والعالم ، واميركا ايضا تحتجز الاموال الايرانية المودعة قبل الثورة في بنوكها كما تحتجز صفقات اسلحة لايران مدفوعة الثمن ومن هنا فان هذا التناقض في السياسة الاميركية لا ترى فيه طهران اجواء سليمة لاقامة علاقات مع واشنطن .
Ma.19:46.2