فضل الله: من السذاجة الرهان على هذا الرئيس الأميركي أو ذاك

فضل الله: من السذاجة الرهان على هذا الرئيس الأميركي أو ذاك
السبت ١٠ نوفمبر ٢٠١٢ - ١٢:٤٩ بتوقيت غرينتش

اعتبر السيد علي فضل الله، أن من السذاجة وعدم الواقعية، أن يراهن البعض على نجاح هذا الرئيس الاميركي أو ذاك، أو نجد من يتحدث، أن هذا الرئيس عندما تمدد ولايته لولاية ثانية، سيكون أكثر حرية، وأقدر على مواجهة اللوبي الصهيوني، أو أنه سيمتلك الحرية أكثر في السياسة الداخلية والخارجية.

وأكد السيد فضل الله في الخطبة السياسية لصلاة الجمعة التي أمّها في مسجد الإمامين الحسنين في الضاحية الجنوبية لبيروت الى أن السياسية الأميركية تنطلق من خلال مؤسسات، والرئيس لا يستطيع أن يتفرد وحده بالقرار فيها.

وقال: "إن التجارب علمتنا أن السياسة الأميركية كانت وستبقى في سياستها الخارجية تنطلق من عدة ثوابت، حرصها على رفاهية الشعب الأميركي الذي له الأولوية في كل أشكال الرفاهية على حساب الشعوب الأخرى، وحماية الكيان الصهيوني وإبقاؤه الأقوى في هذه المنطقة، والإمساك بمنابع النفط، أما القضايا الأخرى، فتبقى هامشية بالنسبة الى هذه السياسة، وهذه كلها سبب معاناتنا".

ولفت السيد فضل الله إلى "أن أوباما لم تختلف سياسته تجاه هذا العالم عن سلفه سوى بالأسلوب والطريقة، فهو لم يف بكل الوعود التي قدمها بإعادة النظر بسياسته اتجاه هذا العالم، وإعطاء الحقوق للشعب الفلسطيني المقهور، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة".

وقال: "علينا أن نؤكد لأنفسنا أننا نملك الكثير من عناصر القوة؛ قوة الفكر والإرادة، ونملك أهم ثروات العالم والقوة البشرية، ولكن مع الأسف، تتداعى كل مواقع القوة في ظل هذا الجو المذهبي والطائفي والسياسي، وكل هذا التخويف؛ تخويف السنة من الشيعة، وتخويف الشيعة من السنة، وتخويف المسلمين من المسيحيين والمسيحيين من المسلمين، وكذلك تخويف العرب من إيران وإيران من العرب، فيما لا يثار الخوف من الكيان الصهيوني وكل السياسات الاستكبارية".
وأضاف: "نحن نريد رفاهية الشعب الأميركي، ولكننا أيضا نريد رفاهيتنا، نريد السلام لأميركا، لكننا نريد سلاما لعالمنا أيضا، نريد أن لا تحتل أرضنا، وأن لا ينطلق الكيان الصهيوني ليضرب هذا الموقع أو ذاك، وليهدد وحدتنا من خلال ذلك كله".

ودعا السيد فضل الله الشعب الفلسطيني للعمل على توحيد صفوفه في مواجهة العدوان الصهيوني، كما دعا الشعب العراقي لـ "تعزيز وحدته الداخلية في مواجهة سياسة القتل والتفجيرات الدامية المستمرة، حيث لا يراد لهذا البلد أن يستقر، كي لا يقوى ويمارس دوره الفاعل على مستوى المنطقة، ووقوفه مع القضايا الكبرى'.
وطالب السيد فضل الله كل الأطراف السورية بوعي "المؤامرة التي تستهدف استنزاف كل مواقع القوة فيه وتدمر ما بناه في سنوات طوال"، داعياً كل المؤثرين في الساحة السورية للعمل على جمع كل الأطراف في حل يوقف العنف المستشري، لا العمل على زيادة منسوبه.

وإذ أعلن السيد فضل الله إدانته للتفجيرات الأخيرة في البحرين أعرب عن استغرابه واستنكاره لإقدام السلطات على سحب الجنسية من بعض المعارضين للنظام، مطالباً بإعادة النظر في هذا الإجراء.

وختم داعياً اللبنانيين لعقلنة خطابهم السياسي والمحافظة على أمن بلدهم واستقراره وتعزيز مناخات الحوار، وصولاً إلى حل يمنع تداعيات ما قد يحصل من حول لبنان عليه.