"الرايات الحمراء في سياسة أوباما الخارجية"

الخميس ١٥ نوفمبر ٢٠١٢ - ٠٥:٠٦ بتوقيت غرينتش

تحت عنوان "الرايات الحمراء في سياسة أوباما الخارجية"، كتب جاكسون ديل في الواشنطن بوست مقالاً اعتبر فيه أن "باراك أوباما قضى ولايته الأولى من دون أن يفعل ما اعتبره تجاوزات السياسة الخارجية الأميركية في مرحلة ما بعد الحرب الباردة، من حروب البر في الشرق الأوسط إلى الاهتمام غير الكافي بآسيا".

ثم يصف الكاتب سياسة الرئيس الأميركي حيال الجمهورية الإسلامية، فيقول"إنها استراتيجية تقوم على دبلوماسية متعددة الطرف وطويلة الأناة يمكنها إيجاد حل للمشكلات القائمة، مثل سعي إيران لامتلاك القدرة على تصنيع أسلحة نووية،" وهو سعي تنفيه الجمهورية الإسلامية جملةً وتفصيلاً "كما أنها استراتيجية تقوم على أن الطائرات بدون طيار قادرة على منع حدوق هجوم إرهابي آخر على الأراضي الأميركية، كما يحصل اليوم في أفغانستان،"
"وتقوم أيضاً على أن أزمات، مثل تلك القائمة في سوريا، يمكن تركها لمجلس الأمن الدولي".
ويضيف الكاتب قائلاً "على مدى العامين الماضيين، أتاحت سياسة البصمة الخفيفة لأوباما المجال بما يكفي لإعادة السياسة الخارجية إلى نقطة الحديث عن إعادة انتخابه".
"غير أن الهجوم على بعثة الولايات المتحدة الدبلوماسية إلى بنغازي في ليبيا في 11 أيلول سبتمبر الماضي، قد شكّل راية حمراء لكل الذين يعتقدون أن أوباما ابتكر نموذجاً جديداً ناجحاً للقيادة الأميركية".
"فبعيداً من كونه انحرافاً، كان هجوم بنغازي نتيجة ثانوية سامة لمقاربة البصمة الخفيفة – وعلى الأرجح حلقة أولى في سلسلة من الهجمات المرتدة".
ثم يسأل الكاتب:"لماذا قتل جهاديون ليبيون السفير كريس ستيفنز وثلاثة أميركيين آخرين؟"
مضيفاً"قد تركز الجولة التمهيدية من التحقيقات الرسمية على قرار صادر عن مسؤولين متوسطي الرتبة في وزارة الخارجية،"
"قضى بحرمان بعثة بنغازي من تدابير الأمن الملائمة، إلى جانب عدم قيام فريق كبير من المخابرات المركزية الأميركية في المدينة بالكشف عن تهديد وشيك من الجماعات المتطرفة".
غير أن للكاتب رأي اعتبر"فوق كل ذلك، الكارثة في ليبيا أنتجتها معتقدات أوباما".
"فبعدما تم استدراجه على مضض من قبل فرنسا وبريطانيا إلى التدخل في الثورة الليبية، سحب أوباما الطائرات الأميركية من الحرب بأسرع وقت ممكن".
"وعندما وضعت الحرب أوزارها، أصر البيت الأبيض على عدم ترك أي قوات أميركية هناك".
ويتابع الكاتب قائلاً"في أفضل الاحوال، ليبيا تشكل صداعاً خفيفاً مستمراً بالنسبة لأوباما في ولايته الثانية، لكن أسوأ ارتداد لسياساته سوف يأتي من سوريا"، على حد تعبير الكاتب.
"فما بدأ على أنه ثورة جماهيرية سلمية ضد النظام، تحول في غياب القيادة الأميركية"
"إلى اضطراب هائل لحرب مذهبية يلعب فيها تنظيم القاعدة والجهاديون المتحالفون دوراً متنامياً".
ثم ينتهي كاتب الواشنطن بوست إلى القول"إن سياسة البصمة الخفيفة التي ينتهجها أوباما أسهمت كثيراً في إنتاج هذه الفوضى".
"فمن دون تغيير السياسة الأميركية، سوف تصبح، كما كانت البوسنة بالنسبة لبيل كلينتون والعراق بجورج بوش الإبن، مشكلة من الجحيم بالنسبة لولاية أوباما الثانية".

كلمات دليلية :