وقال صادق خلال مشاركته في برنامج تحت الضوء لقناة العالم الاخبارية الثلاثاء انه وعلى سبيل المثال المغرب الذي يترأس حكومته حاليا عبد الاله بنكيران، أمين عام حزب العدالة والتنمية، كان قد زار قطاع غزة سنة 2008 في قافلة تضامنا مع الغزيين المحاصرين منذ سنوات، حين كان حزب العدالة في صفوف المعارضة، لكن حين أصبح في الحكم، فلم يختلف موقف المغرب الرسمي ولا موقف الحزب الحاكم عن أي موقف رسمي عربي آخر، فعلى الصعيد الرسمي اكتفى المغرب بالإعراب عن قلقه البالغ وإدانته الشديدة للاعتداءات الجوية التي تنفذها الطائرات الإسرائيلية على مواقع مختلفة من قطاع غزة وذلك من خلال بيان لوزارة الخارجية المغربية .
أما الحزب الحاكم، فقد قالت جماعة العدل والإحسان إن العدوان الصهيوني على قطاع غزة جاء ليؤكد استمرار آلة الحرب الصهيونية في التنكيل بأبناء الشعب الفلسطيني وتعميق معاناته. لكن المضحك المبكي في بيان الحزب أنه استنكر تخاذل الأنظمة العربية ومواقفها الباهتة من العدوان على غزة.
واضاف صادق أن هذا الموقف لأبناء ربيع المغرب أثار استهجان حتى قياديي حزب العدالة الحاكم، مما دفع عمر إحرشان، القيادي في جماعة العدل والإحسان، عبر صفحته على موقع التواصل الإجتماعي الى التساؤل عن طبيعة موقف المغرب إزاء القصف الصهيوني المتواصل على قطاع غزة، واصفا الموقف الرسمي للحكومة بكونه صامت ومحتشم.
وحول المواقف التونسية قال صادق أما تونس التي يحكمها حزب النهضة، فقد دعى الحزب الى تظاهرات شعبية تنديدا بالعدوان على غزة، أسوة ببقية الأحزاب التونسية التي سبقته بالدعوة الى التظاهر، فوجد في زيارة وزير الخارجية الى غزة وسيلة للتمايز قليلا عن موقف تونس من العدوان الإسرائيلي على غزة قبل اربعة أعوام.
وأوضح صادق أن موقف مصر التي تعتبر، قاطرة الدول العربية، فالموقف السياسي للإخوان المسلمين، حكام مصر الجدد، اختلف جذريا من حيث الشكل، من سحب للسفير وشجب العدوان وزيارة رئيس الوزراء الى غزة، وفتح معبر رفح. لكن الموقف المصري لا يزال يراوح في ذات مربع الوساطة للتوصل الى وقف لإطلاق النار بين المعتدي والمعتدى عليه، ولم تغير زيارة رئيس وزراء مصر الى غزة، من الموقف الرسمي التقليدي في الإمساك بالعصى من المنتصف؛ الحرص على عدم إغضاب أميركا، والحرص على التناغم مع الشارع.
وحول مواقف الجامعة العربية قال صادق أما البيان الختامي لوزراء الخارجية العرب، ما هو الا مرآة صافية تعكس مقدار التغيير في الموقف الرسمي العربي، فالنتيجة «لا شيء» وما أدل على بقاء الشتاء مخيما على سماء العرب، هو تواصل موقف دول الربيع العربي من قضية التطبيع مع الكيان الصهيوني، فالأحزاب التونسية لا تزال تكيل الإتهامات لحزب النهضة بتعطيل مطالباتها بتجريم تطبيع العلاقات مع الكيان الإسرائيلي بنص الدستور الذي يعكف المجلس التأسيسي على صياغته. وفي المغرب العربي لا يزال الصهاينة يحضرون مؤتمرات حكامه الجدد.
أنهى صادق كلامه بالاشارة الى أن حكومات ما يسمى بالرييع العربي في موقف حرج، فهم يقدمون أنفسهم على أنهم معتدلون، يريدون إرسال رسائل إلى الخارج تدلل على اعتدالهم، وفي نفس الوقت يحرصون على الحفاظ على تعاطف جزء كبير من مناصريهم ممن يرفضون التطبيع مع إسرائيل. وبين الموقفين تدفع غزة ومعهم الفلسطينيون ثمن الدفاع عن مقدسات الأمة.
Sm-20-17:39