واوضح موقع "راصد" ان انتقاد الشيخ الصفار جاء خلال محاضرته العاشورائية الثامنة التي ألقاها بمسجد المصطفي في القطيف مساء الخميس 8 محرم 1434هـ حيث استغرب حجم القيود والهيمنة الرسمية على سائر الأنشطة الأهلية في مختلف المجالات التجارية والأدبية والدينية في دول المنطقة.
وأرجع الصفار السبب إلى «ريبة وتوجس الأنظمة السياسية» في النشاط الأهلي التطوعي سيّما إذا لامس الجانب السياسي والحقوقي "وكأنه ينازع الدولة سلطانها".
وانتقد ما وصفه بتغوّل الدولة ورغبتها في الهيمنة على كل شيء وشدد على الحاجة إلى فسح المجال أمام النشاط الأهلي الاجتماعي الملتزم بالقوانين والأنظمة وتجاوز حالة الشك والريبة المتبادلة بين الحكومة والمجتمع المدني.
وراى ان إعاقة النشاط الأهلي "لا يصب في مصلحة الدولة والوطن" وتابع بأن العالم يعيش لحظة فرض فيها المجتمع المدني ذاته حتى أصبح جزءا من المواثيق والمعاهدات الدولية.
وقال ان المواثيق الدولية باتت تشدد على حق الفرد في تكوين الجمعيات وحرية الأفراد في الانضمام إلى أي جمعية تطوعية وتوفير الضمانات لحرية العمل التطوعي المنظم.
ومضى يقول ان وجود المؤسسات والمنظمات الأهلية التطوعية هو مقياس قوة المجتمع واستغرب قلة الجمعيات الأهلية التطوعية في السعودية مع كثرة النصوص الدينية التي تحث على التطوع في أعمال الخير.
وفي حين أشار إلى تجاوز أعداد الجمعيات الأهلية حاجز المئات من الآلاف في العديد من البلدان لفت إلى ان عددها في السعودية بالكاد يتجاوز 600 جمعية.
وأشار في ذات السياق إلى نظام الجمعيات الخيرية الذي رفعه مجلس الشورى السعودي إلى مجلس الوزراء لغرض إقراره "والذي لايزال في الأدراج" واستدرك بأن النظام المقترح "لا يرقى لمستوى ما تعيشه المجتمعات الأخرى من حرية العمل الأهلي".
إلى ذلك حثّ الشيخ الصفار على تفعيل أنشطة المجتمع المدني داعيا أفراد المجتمع إلى الانخراط على نحو أكبر في الأنشطة التطوعية تأسيسا وعضوية.
وأضاف بأن قوة المجتمعات "لا تتحقق بالحماس والصياح والصراخ" دون الاتكاء على قوى حقيقية متمثلة في وجود مؤسسات مجتمع مدني قوية.
وتابع ان وجود المؤسسات والمنظمات الأهلية التطوعية هو مقياس قوة المجتمع.
وإلى جانب القيود الرسمية أرجع الشيخ الصفار ضعف المجتمع المدني إلى انعدام التربية على النشاط الأهلي وسيادة ثقافة الاتكاء على الدولة واستشراء روحية التواكل وضعف الفاعلية .
وحث العاملين في الأنشطة الأهلية على عدم التوقف عند الاتهامات والتشكيك في عملهم وأن يكون ذلك حافزا لمضاعفة العمل وتصحيح الأخطاء.
ودعا في ذات السياق إلى إنشاء المزيد من المؤسسات التي تستوعب طاقات الشباب والفتيات وتواجه خطر الآفات الاجتماعية كالخلافات الأسرية والمخدرات والسرقات والتفحيط.
وشدد على الحاجة للجان ومنظمات تدافع عن السجناء والموقوفين لغرض السعي في الإفراج عنهم وقبلها الاهتمام بعوائلهم.
كما دعا إلى تكثيف العمل لاحتواء خطر الفتنة الطائفية من خلال تشكيل اللجان والمؤسسات ، مشيدا بعمل لجنة التواصل الوطني في القطيف التي تهدف إلى تعزيز التفاهم بين المكونات المدنية في البلاد.